47

Unknown

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Maison d'édition

مكتبة الفلاح

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

ومن أوضح ما ينفي هذا القول قوله تعالى: ﴿اتَّخَذوا أحْبَارَهم وَرُهْبَانَهمْ أَرْبَابًا مِنْ دونِ الله وَالْمسيحَ ابْنَ مَريَمَ﴾ (١)، وقد سقنا فيما سبق تفسير الرسول ﷺ للآية، وأن المراد بعبادتهم إياهم اتباعهم في التحليل والتحريم بعيدا عن شرع الله. واسمع إلى مقولة فرعون وملئه عندما طالبهم موسى وهارون بالإيمان. (فَقَالوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثلْنِا وَقَوْمهما لَنَا عَابِدُونَ﴾ (٢). يقول الطبري في تفسير هذه الآية: "لنا عابدون: يعنون أنهم لهم مطيعون متذللون، يأتمرون لأمرهم، ويدينون لهم، والعرب تسمي كل من دان لملك عابدا له" (٣). وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمنوا كلُوا مِنْ طيباتِ مَا رَزَقْنَاكمْ، واشْكروا لله إنْ كنتُمْ إياه تَعْبدونَ﴾ (٤). قال: "إنْ كنتم إيّاه تعبدون: يقول: إن كنتم منقادين لأمره، سامعين مطيعين، فكلوا مما أباح لكم أكله، وحلله وطيبه لكم، ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان" (٥). وهذا الذي سقناه يردّ على ابن تيمية في قوله: "ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له" (٦).

(١) سورة التوبة / ٣١. (٢) سورة المؤمنون / ٤٧. (٣) تفسير الطبري (١٨/ ١٩). (٤) سورة البقرة / ١٧٢. (٥) تفسير الطبري ٢/ ٥٠. (٦) العبودية (ص ٤٤).

1 / 52