148

Unknown

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها

Maison d'édition

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Édition

الأولى

Année de publication

(لمكتبة المعارف)

Lieu d'édition

الرياض

Genres

" التقريب ":
" ضعفوه لكثرة تدليسه ".
قلت: وقد صرح هنا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
فقه الحديث:
فيه فضل النبي ﷺ، وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثاره
من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المنتهى
في الكمال البشري. ولا جرم في ذلك فهو سيد البشر ﷺ.
لكن ليس فيه ما يدل على أنه ﷺ قام الليل كله، لأنه لم يقع
فيه بيان أن النبي ﷺ، ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريبا
من ذلك، بل إن قوله: " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه " قام
من نومه.... " " أي نام أوله ثم قام، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر " كان
ينام أول الليل، ويحي آخره ... ".
أخرجه مسلم (٢ / ١٦٧) .
وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله،
كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس
بدعة "، قال (ص ١٣): فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على
غالب أوقاته ﷺ ".
قلت: يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر:
" ولم يقم رسول الله ﷺ ليلة يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ
القرآن في ليلة قط ".
أخرجه مسلم (٢ / ١٦٩ - ١٧٠) وأبو داود (١٣٤٢) واللفظ له.
قلت: فهذا نص في النفي المذكور لا يقبل التأويل، وحمله على غالب الأوقات
إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه ﷺ قام
تلك الليله

1 / 148