الرحلة إلى إفريقيا

Chinguetti d. 1393 AH
82

الرحلة إلى إفريقيا

الرحلة إلى إفريقيا

Chercheur

خالد بن عثمان السبت

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

والانحطاط الخلقي والتمرد على خالق السموات والأرض أوضح من أن ننوه عنه، ولا يقول بأخذه إلا مطموس البصيرة طمسًا كليًّا. والثاني من الأقسام الباطلة: تركها كلها؛ لأن ما فيها من التقدم المادي والتنظيمي لا يصح التفريط فيه؛ لأن ذلك يؤدي إلى العجز الدائم والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠]. والثالث من الأقسام الباطلة: أخذ ضارها وترك نافعها، وهذا لا يفعله من يصدق عليه اسم العاقل. الرابع وهو القسم الصحيح: أخذ النافع منها وترك الضار، وذلك بالسعي البالغ في تحصيل ما اشتملت عليه من الإنتاجات المادية والتنظيمية، وقضية تحصيل ذلك ممكنة مع الجد لا مستحيلة، مع التباعد الكامل عن ما جنته من الكفر والإلحاد والتمرد على نظام السماء الذي وضعه خالق الكون - جل وعلا - على لسان سيد البشر - صلوات الله وسلامه عليه - وكذلك كان النبي ﷺ يفعل، فإنه لما حاصره الأحزاب في غزوة الخندق وقال له سلمان: "كنا إذا خفنا خندقنا" (١) انتفع في دنياه بتلك الخطة العسكرية - التي هي حفر الخندق - ولم يمنعه من ذلك أن الأذهان التي ابتكرتها أذهان كفار مجوس يعبدون النار. وقد هم ﷺ أن يمنع وطء النساء المراضع؛ لأن العرب كانوا يظنون أن وطء المرضع يضر بولدها ويضعف عظمه، وفي

(١) تقدم في المحاضرة الثانية.

1 / 84