الرحلة إلى إفريقيا

Chinguetti d. 1393 AH
101

الرحلة إلى إفريقيا

الرحلة إلى إفريقيا

Chercheur

خالد بن عثمان السبت

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٦]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ [المائدة: ٥٥] هذه الولاية بين المسلمين وسيَّد الخلق محمد ﷺ التي بيَّناها الآن في القرآن إنما هي بقوة رابطة الإسلام، وهذه الرابطة جعلت المؤمنين في أقطار الدنيا بعضهم أولياء بعض، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: ٧١]. ولقوة هذه الرابطة ربطت بين بني آدم في الأرض وبين الملائكة الكرام من فوق سبع سموات، كما نصّ الله على ذلك في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [غافر: ٧] فوصف حملة العرش فوق سبع سماوات بأنهم يؤمنون بالله، ثم بين من نتائج ذلك ما نصّ عليه في قوله: ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: ٧]، فوصف بني آدم بالإيمان أيضًا، فعلم من الآية أن الرابطة بين الملائكة وبين الآدميين هي الإيمان، كان من نتائج هذه الرابطة أن دعوا -الملائكة- للآدميّين هذا الدعاء العظيم الذي ذكره الله في القرآن العظيم في قوله: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ إلى آخر الآيات [غافر / ٧]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [فصلت: ٣٠، ٣١] فقول الملائكة للآدميين: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ﴾ تلك الولاية فيه برابطة دين الإسلام. فإذا تبين من هذه الآيات القرآنية أن رابطة الإسلام لشدّة قوتها ربطت بين الخلق والخالق، وبين الأمّة والرسول العظيم، وبين

1 / 103