Inconnu
من تواضع لله رفعه
Maison d'édition
دار القاسم
Genres
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيع
ومن استشعر التواضع وعاشه كره الكبر وبواعثه (١).
وتأمل في حال من تلبسه الشيطان في حالة واحدة من حالات الكبر يظنها بعض الناس يسيرة وهي عند الله عظيمة، فقد قال رسول الله ﷺ: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه (٢)، يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل (٣) في الأرض إلى يوم القيامة» (٤).
وتأمل في حالات كثيرة من المتكبرين من الرجال والنساء لجدة مركب أو شهرة ثوب أو لجاه ومنصب! وتلحظ بعض الناس تتغير شخصيته وطريقة حديثه وخطوات ممشاه إذا لبس جديدًا أو اقتنى فانيًا من حطام الدنيا! !
وقد ذم الله ﷿ الكبر في آيات كثيرة فقال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ (٥).
_________
(١) التواضع والخمول، ص ١٢.
(٢) مرجل رأسه: أي ممشطه.
(٣) يتجلجل: أي يغوص وينزل.
(٤) متفق عليه.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ١٤٦.
1 / 18