92

Umm al-Qura

أم القرى

Maison d'édition

دار الرائد العربي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

الْأَصَح رَجَعَ بهَا إِلَى الشّرك الأول، إِلَّا الْميل الطبيعي للشرك كَمَا سبق بَيَانه، مَعَ قلَّة عُلَمَاء الدّين، وتهاون الْمَوْجُودين فِي الْهدى والإرشاد. نعم رد الْعَامَّة عَن ميلها أَمر غير هَين، وَقد شبه النَّبِي ﵇ معاناته النَّاس فِيهِ بقوله: (مثلي كَمثل رجل استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حولهَا جعل الْفراش وَهَذِه الدَّوَابّ الَّتِي تقع فِي النَّار يقعن فِيهَا، وَجعل يحجزهن ويغلبنه، فيقتحمن فِيهَا، فَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار وَأَنْتُم تقحمون فِيهَا) . وَقد قَالَ الله تَعَالَى فِي الْعلمَاء المتهاونين عَن الْإِرْشَاد كَيْلا يقابلوا النَّاس بِمَا لَا يهوون: ﴿إِن الَّذين يكتمون مَا أنزل الله من الْكتاب ويشترون بِهِ ثمنا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُون فِي بطونهم إِلَّا النَّار﴾ وَقَالَ الرَّسُول [ﷺ]: (لما وَقعت بَنو إِسْرَائِيل فِي الْمعاصِي: نهتهم علماؤهم فَلم ينْتَهوا، فجالسوهم فِي مجَالِسهمْ، وآكلوهم وشاربوهم فَضرب الله قُلُوب بَعضهم بِبَعْض، ولعنهم على لِسَان دَاوُد وَعِيسَى ابْن مَرْيَم، ذَلِك بِمَا عصوا وَكَانُوا يعتدون) . بِنَاء عَلَيْهِ فالتبعة كل التبعة على الْعلمَاء الرَّاشِدين، وَلم يزل وَالْحَمْد لله فِي الْقوس منزع، وَلم يستغرقنا بعد انتزاع الْعلمَاء بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا أنذرنا

1 / 94