227

Umm al-Qura

أم القرى

Maison d'édition

دار الرائد العربي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

وتأييد من يقوم بذلك يأْتونَ بِفضل عَظِيم. قَالَ الصاحب: قد وجد فِي هَذَا الْبَيْت الْكَرِيم بعض أعاظم خدموا إعزاز الدّين خدمات كَبِيرَة، كالسلطان مُحَمَّد الفاتح وَالسُّلْطَان ياوز سليم وَالسُّلْطَان سُلَيْمَان وَالسُّلْطَان مَحْمُود وَالسُّلْطَان الحالي الْمُعظم، فهم أولى واجدر بالخلافة من غَيرهم. قَالَ الْأَمِير: أرجوك أَن لَا تنظر للمسألة بِنَظَر الْعَوام، بل بِنَظَر حَكِيم سياسي. فابعد النّظر مَاضِيا مُسْتَقْبلا، وقلب صفحات التَّارِيخ بدقة تَجِد أَن إدارة الدّين وإدارة الْملك لم تتحدا فِي الْإِسْلَام تَمامًا إِلَّا فِي عهد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَعمر بن عبد الْعَزِيز فَقَط ﵃، واتخذتا نوعا فِي الأمويين والعباسيين، ثمَّ افْتَرَقت الْخلَافَة عَن الْملك. وَأما سلاطين آل عُثْمَان الفخام، فَإِنِّي أذكر لَك أنموذجًا من أَعمال لَهُم أتوها رِعَايَة للْملك، ون كَانَت مصادمة للدّين، فَأَقُول: هَذَا السُّلْطَان مُحَمَّد الفاتح وَهُوَ أفضل آل عُثْمَان قد قدم الْملك على الدّين، فاتفق سرا مَعَ (فرديناند) ملك (الأراغون) الاسبانيولي ثمَّ مَعَ زَوجته (إيزابيلا) على تمكينهما مَعَ إِزَالَة ملك بني الْأَحْمَر، آخر الدول الْعَرَبيَّة فِي الأندلس، وَرَضي بِالْقَتْلِ الْعَام وَالْإِكْرَاه على

1 / 229