177

Umm al-Qura

أم القرى

Maison d'édition

دار الرائد العربي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

بِأَن الْعلم يَدْعُو للفجور وان الْجَهْل يَدْعُو للعفة؛ نعم رُبمَا كَانَت العالمة أقدر على الْفُجُور من الجاهلة، وَلَكِن الجاهلة أجسر عَلَيْهِ من العالمة. ثمَّ أَن ضَرَر جهل النِّسَاء وَسُوء تَأْثِيره فِي أَخْلَاق الْبَنِينَ وَالْبَنَات أَمر وَاضح غَنِي عَن الْبَيَان، إِنَّمَا سوء تَأْثِيره على أَخْلَاق الْأزْوَاج فِيهِ بعض خَفَاء يسْتَلْزم الْبَحْث، فَأَقُول: أَن الرِّجَال ميالون بالطبع إِلَى زوجاتهم، وَالْمَرْأَة أقدر مُطلقًا من الرجل فِي ميدان التجاذب للأخلاق، وَلَا يتَوَهَّم عكس ذَلِك إِلَّا من استحكم فِيهِ تغرير زَوجته لَهُ بِأَنَّهَا ضَعِيفَة مسكينة مسخرة لإرادته. حَال كَون حَقِيقَة الْأَمر أَنَّهَا قابضة على زمامه تسوقه كَيفَ شَاءَت، وبتعبير آخر يغره أَنه أمامها وَهِي تتبعه، فيظن أَنه قَائِد لَهَا، والحقيقة الَّتِي يَرَاهَا كل النَّاس من حولهما دونه أَنَّهَا إِنَّمَا تمشي وَرَاءه بِصفة سائق لَا تَابع. وَمَا قدر قدر دهاء النِّسَاء مثل الشَّرِيعَة الإسلامية، حَيْثُ أمرت بالحجب وَالْحجر الشرعيين حصرًا لسلطتهن وتفرغهن لتدبير الْمنزل، فَأمرت باحتجابهن احتجابًا محدودًا بِعَدَمِ إبداء الزِّينَة للرِّجَال الْأَجَانِب، وَعدم الِاجْتِمَاع بهم فِي خلْوَة أَو لغير لُزُوم. وَأمرت

1 / 179