Umm al-Mu'minin Hafsa bint Umar ibn al-Khattab
أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب
Maison d'édition
دار القاسم
Genres
ولم يكونا قد رزقا بمولود ذكر أو أنثى وأسرع ابن الخطاب ﵁ إلى دار ابنته ليطمئن على خنيس، ولكن سبق السيف العذل ولم تفلح عقاقير الأطباء ولا معالجتهم في شفائه فقضي مأسوفًا على سبابه. وترملت حفصة ﵂ وهي في سن مبكرة إذ كانت لا تعدو العشرين ربيعًا من عمرها وانطوت حفصة على نفسها حزينة بائسة صابرة محتسبة فقيدها الغالي عند الله تعالى وفي رحمة سبحانه وأسلمت أمرها للبارئ ﷿ يقدر من أمر أيامها ويفعل ما يشاء.
أحزان عمر:
لقد تألم عمر ﵁ كثيرًا لفقدان خنيس وترملت حفصة، فكان يزورها ويواسيها ويحاول أن يخفف عنها ما تعانيه ثم يخرج من عندها وفي عينيه دمعة وفي قلبه حسرة وفي حلقه غصة وفي ذات يوم .. وقد بلغ الحزن مداه في نفسه، التقى في الطريق بعثمان بن عفان الذي كان قد فقد زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ فتشجع وعرض عليه الزواج من حفصة فقال عثمان: مالي في النساء حاجة ... !
لم يقلها عثمان بجفوة أو غلظة ولكن بإحساس مرارة الزوج الحزين الذي لا يزال يعيش جو حبه لزوجته الحبيبة ثم لقي عمر أبا بكر فعرض عليه نفس العرض، الزواج من حفصة فسكت ولم يجب .. !
فغضب عمر كثيرًا وأتى رسول الله ﷺ والثورة بادية على محياه حمرة الأسى تتقد في عينيه وحين استمع إليه رسول الله ﷺ وعرف
1 / 5