148

Cumdat Ricaya

عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية

وأيضا: من نظر ((مصنف ابن أبي شيبة))، و((مصنف عبد الرزاق))، وتصانيف الدارقطني، وتصانيف الحاكم(1)، وتصانيف البيهقي(2)، وتصانيف الطحاوي ك((شرح معاني الآثار))، و((مشكل الآثار))، وغير ذلك وجد فيها روايات كثيرة لأبي حنيفة مروية من طرق مرضية، فكيف يسلم كونها سبعة عشر فقط.

وأيضا: كل أحد يعلم أن زمان الإمام كان آخر زمان الصحابة، وأول زمان التابعين، وكان ذلك العصر شيوع العلم وإشاعة الأخبار النبوية، وكان أصاغر ذلك الزمان أيضا تبلغهم الأحاديث الكثيرة، فمع ذلك كيف يجوز العقل أن لا تبلغ أبا حنيفة إلا سبعة عشر.

وأيضا: قد اتفقت كلمات الفقهاء والمحدثين والمؤرخين، بل جميع العلماء المعتبرين على أن أبا حنيفة كان مجتهدا، وإجماعهم دال على أنه بلغته أحاديث كثيرة، فمن الظاهر أن من لم تبلغه من الأخبار النبوية إلا سبعة عشر كيف يجتهد وكيف يستنبط.

فإن قلت: نحن نلتزم أنه لم يكن مجتهدا.

Page 159