Princes des mers dans la flotte égyptienne
أمراء البحار في الأسطول المصري في
Genres
إني أعتقد أن فكرة الاستقالة كانت مختمرة في رأس عثمان نور الدين منذ زمن بعيد؛ فإنه لما أحجم عثمان نور الدين عن مهاجمة الأسطول التركي منذ سنتين ولم يدمره طلب إبراهيم باشا من والده أن يعاقبه عقابا صارما. غير أنه وإن تأجل تنفيذ العقاب فإنه بقي في الذاكرة، وأخيرا أرسل عثمان باشا إلى أطنه حيث قابله إبراهيم مقابلة فاترة، ومنذ شهرين صدر إلى عثمان أمر بالإقلاع بأسطوله لإخماد ثورة كريت. وقد أعدم هناك عدد عديد من الأهالي شنقا وبدون محاكمة، وقد تألم عثمان باشا كثيرا لهذه الحوادث حتى صح عزمه على الفرار. وقبل أن يودع البحرية استبدل عثمان باشا 65000 فرنك من العملة التركية.
وفي أثناء حديث دار بين محمد علي باشا والمسيو ميمو
Mimaut
قنصل فرنسا بمصر ذكر هذا الأخير للوالي أن تصميم أمير البحار عثمان نور الدين على الاستقالة إنما مرجعه إلى التدابير القاسية التي اضطر إلى اتخاذها مكرها ضد الأهالي في جزيرة كريت. غير أن محمد علي لفت نظره إلى أن لكل حكومة حق إخماد الفتن وتأديب الثائرين. على أنه فضلا عن هذا فإن الأوامر التي صدرت إلى عثمان باشا كانت مقصورة على معاقبة المسئولين.
ولما كان المسيو ميمو قد لاحظ أن تنفيذ عقوبة الإعدام قد حصلت أحيانا بدون محاكمة، فقد ختم الوالي الحديث بقوله: «أما عن عدد الذين أعدموا، فهذا خطأ مني بل هذا ذنبي أنا ...»
5
مصطفى مطوش باشا
أصله من قولة، حيث كان قبودانا في المراكب الشراعية التجارية ثم قدم إلى مصر واستقر بها وسرعان ما استوقفت معارفه البحرية نظر محمد علي باشا، فعينه وكيلا للعمارة المصرية التي جهزها على قدم وساق لمساعدة الدولة العثمانية في حرب اليونان في سنة 1821 والتي كان قد وقع اختياره على إسماعيل بك جبل طارق وعلى صهره محرم بك للقيادة العامة.
ولم تمض إلا بضع سنوات حتى عهد محمد علي إلى مطوش بك مقاليد نظارة البحرية فأصبح «ناظرا للسفائن»، فكان ثاني نظارها بعد الحاج أحمد الذي كان قد تولى إدارتها منذ سنة 1826. ولما حضر في اليوم الثالث عشر من أغسطس سنة 1825 إلى الإسكندرية الأسطول العثماني المكون من إحدى وأربعين قطعة تحت قيادة خسرو باشا كلف محمد علي باشا مطوش أغا ناظر بحريته «بسرعة تدارك المهمات اللازمة للدونانمة الهمايونية لأجل إتمام الترميمات لها بسائر أنواعها» بالاتحاد مع إبراهيم أفندي القادم مع العمارة العثمانية. وفي شهر أبريل سنة 1827 وضع مطوش بك كشفا دقيقا لما استلزمته العمارة العثمانية الراسية في الإسكندرية من ترميمات فأصدر محمد علي باشا أوامره إلى ناظر الترسانة لتنفيذ ما أشار إليه مطوش بك في تقريره وترتيب القلفطية والعمال اللازمين لذلك.
وفيما بين يومي 23 يوليو و5 أغسطس سنة 1827 خرجت من ثغر الإسكندرية قوة بحرية مصرية مؤلفة من إحدى وثلاثين قطعة من بينها أربع فرقاطات وعشرة قراويت وستة أباريق وخمس شواني وست حراقات بقيادة محرم بك الذي عقد لواءه على الفرقاطة «الجهادية» في حين تولى كل من القبودانين مصطفى مطوش وحسن الإسكندراني قيادة إحدى هذه السفن. وقد انضمت إلى تلك القوة البحرية بعض الوحدات العثمانية بقيادة القبودان حسين بك مؤلفة من عشرين وحدة من بينها سفينتان وخمس فرقاطات وتسعة قراويت وكذلك ثلاث فرقاطات وإبريق واحد من تونس. وسارت في أثر الحملة خمس وعشرين نقالة وخمس سفن نمساوية مستأجرة وثماني قطع من الحجم الصغير، فبلغ مجموع هذه القوات تسعا وثمانين قطعة أبحر على ظهرها 4600 مقاتل قاصدين شبه جزيرة المورة لإمداد جيش إبراهيم باشا هنالك.
Page inconnue