Princes de l'Éloquence
أمراء البيان
[86_2]
العربية، فنقل كتب أرسطو المنطقية الثلاثة، وهي كتاب قاطاغورياس، كتاب بارى أرمنياس، وكتاب أنالوطيقا؛ وترجم المدخل إلى كتاب المنطق المعروف بالإيساغوجي لفرفوريوس الصوري، وكتاب كليلة ودمنة وترجم كتاب خدا ينامه في السير، وكتاب آيين نامه، وكتاب مزدك، وكتاب التاج في سيرة أنوشروان. ويقول المسعودي: إن كتاب آيين نامه، أو عادات الفرس وأنظمتهم، هو كتاب كبير يبلغ آلافا من الصفحات؛ وأنه ترجم أيضا كتابا اسمه كتاب الكيكيين وهو من الكتب المعظمة عند الفرس، وفيه سير ملوكهم وآبائهم. ترجم كل هذا عن الفهلوية، لغة الفرس القديمة، وكان أصل بعضها نقل إليها من اليونانية والهندية.
ولم يبق من كل هذه الأسفار سوى كليلة ودمنة، مع ما ألفه من الأدب الكبير والأدب الصغير واليتيمة؛ واليتيمة كتابان على ما يقول الباقلاني، أحدهما يتضمن حكما منقولا، والآخر في شيء من الديانات. ويقول طيفور إنها من الرسائل المفردات اللواتي لا نظير لها ولا أشباه، وهي أركان البلاغة، ومنها استقى البلغاء، لأنها نهاية في المختار من الكلام، وحسن التأليف والنظام، فإن الناس جميعا مجمعون أنه لم يعبر أحد عن مثلها، ولا تقدمها من الكلام شيء قبلها. ويقول ابن النديم: إن اليتيمة وكليلة ودمنة من الكتب المجمع على جودتها.
واختلفوا في كون ابن المقفع نقل كليلة ودمنة عن الفارسية، والأرجح أنه كتبه مباشرة، وقد أقر في المقدمة أنه كتب بعض فصوله ونقل الباقي عن غيره؛ أتى ذلك لينجو من تبعة ما ورد فيه، ويسلم من نقمة الملوك إذا عدوا ما فيه تعريضا باستبدادهم. ويقول الجاحظ: ونحن لا نستطيع أن نعلم أن الرسائل التي في أيدي الناس أنها صحيحة غير مصنوعة، وقديمة غير مولدة، إذا كان مثل ابن المقفع وسهل بن هرون وأبي عبيد الله وعبد الحميد وغيلان وفلان وفلان لا يستطيعون أن يولدوا مثل تلك الرسائل ويضعوا مثل تلك السير. فالجاحظ كان إذا في ريب
Page 86