Princes de l'Éloquence
أمراء البيان
[131_2]
وله في السلامة:
أما بعد فإن مما نمق الله به مناقبك الكريمة المحمودة، الغالية عن القول والوصف، أنك موضع المؤنات عن إخوانك، حمال عنهم أثقال الأمور، مما وضعت عنه المؤنة ارتفاعك عن الأمور التي يطأطأ إليها الكلام على ألسنة الناس إذ أباحوه وبهرجوه، وضيعوا القول ونسوا القصد فيه، وأخذوا به في كل فن وصفوا بصفوته غير أهلها فيما لا ينبغي لهم من التشبيه والتوقير والتفضيل. كان من خبري بعدك أني قدمت بلد كذا فتهيأ لي بعض ما شخصت له، والمحمود على ذلك الله عز وجل، وأنا على أن يأتيني خبرك محتاج؛ فأما جملة خبري في فراقك، فقلبي مكة كل ما سواك حرام فيها.
وله جواب في السلامة:
أما بعد فقد أتاني كتاب الأمير رجعة كتابي إليك، فكان فيه تصديق الظن، وتثبيت الرأي، ودرك البغية، والله محمود. فأمتع الله بالأمير وأمتعه بصالح ما آتاه، وزاده من الخيرات مستعمرا له فيه، مستعملا بطاعته التي بها يفوز الفائزون، والذي رزق الله من الأمير فهو عندي عظيم نفيس، وكل الذي قبلي عن مكافأته فمقصر، إلا أنه ليس في النية تقصير، ولا بلوغ لشيء من الأمور إلا بتوفيق الله عز وجل ومعونته والسلام.
وله في السلامة:
أما بعد فقد أتاني كتابك فيما أخبرتنا عنه من صلاحك وصلاح من قبلك، وفي الذي ذكرت من ذلك نعمة مجللة عظيمة، نحمد عليها وليها المنعم المفضل المحمود، ونسأله أن أكتب إليك بخبرنا، ونحن من عافيته وكفايته ودفاعه على حال لو أطنبت في ذكرها، لم يكن في ذلك إحصاء للنعمة، ولا اعتراف لما بكنه الحق، فترغب إلى الذي تزداد نعمه علينا في كل يوم وليلة تظاهرا ألا يجعل
Page 131