وفي هذه الأنشودة أيضا يعرف الأمراء في أتيكا خبر رحيل تيليماخوس للبحث عن أبيه، فتثور ثائرتهم ويفكرون في مؤامرة لقتل تيليماخوس يتزعمهم في ذلك أنتينوس فيبحث عن سفينة لكي يذهب إلى مكمن يختبئ فيه في البحر حيث ينتظر عودة تيليماخوس لينقض عليه ويقتله، ثم يصل نبأ هذه المؤامرة إلى بينيلوبي فتجزع ويتعذر عليها النوم الهانئ، فتأتيها الربة أثينا في المنام وتواسيها كي تتحمل وتصبر.
هذه هي الأناشيد الأربعة الأولى الخاصة بتيليماخوس، والتي أطلق عليها الأناشيد التيليماخية.
ينقلنا الشاعر بعد ذلك إلى الجزيرة التي تعيش فيها كالوبسو. وهنا تبدأ الأنشودة الخامسة.
الأنشودة الخامسة
يعتقد البعض أنها أضيفت لتذكير القارئ بالأنشودة الأولى، ويقول هذا البعض بأن الأناشيد الأربعة التيليماخية أضيفت فيما بعد للأوديسة حيث إن أوائل القرن الخامس ق.م. يجعل هذا الغرض محتملا جدا.
في هذه الأناشيد يأمر زوس، كبير الآلهة، هيرميس بالذهاب إلى كالوبسو ليطلعها على رغبته في أن يعود أوديسيوس إلى وطنه. ولقد كشف زوس لهيرميس عن وجود أوديسيوس هناك عند كالوبسو، وأنه لا يزال أمامه عشرون يوما يقاسي فيها الشيء الكثير قبل أن يصل إلى شعب الفياكيين
في ألبانيا، فتستقبل كالوبسو هيرميس في احتفال عظيم، ثم يبلغها الأخير رسالة كبير الآلهة، ويرجوها أن تطلق سراح أوديسيوس، فتغضب كالوبسو وتثور ضد ظلم الآلهة الذين يريدون أن ينتزعوا من بين أحضانها أوديسيوس حبيبها، وتدعي بأن الآلهة تحقد عليها. غير أنها بالرغم من هذه الثورة تخضع لأمر كبير الآلهة، وتذهب بعد ذلك إلى شاطئ البحر حيث يوجد أوديسيوس وتخبره بأنها لم تعد تعارض في رحيله. وهنا تحدثه كالوبسو حديثا كله رقة ودعة، حديث الحبيبة إلى حبيبها؛ ولذلك يجدر أن نلاحظ ما يتصف به سيدات البحر من أدب جم، ومن هؤلاء السيدات كالوبسو وكيركي، ثم تعود كالوبسو إلى كهفها ومعها أوديسيوس، وهناك يتبادلان من جديد عواطف الحب. وهنا يهتم الشاعر بوصف هذا المنظر فيرينا كيف يتبادلان القبلات، ثم كيف يحتضن كل منهما الآخر. بعد ذلك يبرح أوديسيوس الجزيرة فوق رمث أعده لهذا الغرض. بيد أن بوسايدون - عدوه - يثير عاصفة شديدة تهدد أوديسيوس بالغرق فتنقذه الآلهة من الغرق، ويصل بعد هذا إلى البر بعد جهود عنيفة ثم يلجأ إلى مخبأ قريب.
الأنشودة السادسة
حول جزيرة الفياكيين وهم شعب بحارة وأغلبهم ملاحون، وكان ملكهم يسمى ألكينوس، وكانت له ابنة اسمها ناوسيكا حضرت إليها الربة أثينا في صورة ابنة تاجر أسلحة يسمى دوماس
Dumas
Page inconnue