إن ذكرى أوديسيوس تملأ هذه الأنشودة من أولها إلى آخرها.
إن الشاعر هنا يتحدث عن أوديسيوس وذكراه ورحلاته، ولكنه لا يذكر اسمه. إن تركيب هذا الغناء بسيط، عبارة عن مجموعة من الصور الفنية الرائعة التي قدم الشاعر لنا عنها وصفا جميلا للغاية. ولقد أخذت هذه الصور في قصر من قصور أحد الملوك الميسينيين الذي قد خيم عليه الحزن بسبب غياب الملك عنه.
الأنشودة الثانية
عن مجلس الشعب في جزيرة إيثاكا؛ حيث يجتمع فيتقدم إليه تيليماخوس بشكوى ضد هؤلاء الذين يطالبون بالزواج من أمه، فيجيبه أنتينوس إجابة فيها شيء كبير من الإهانة، ثم يسرد على الحاضرين قصة بينيلوبي وقصة الثوب الذي تحيكه، وفي ذلك الوقت تدور حول المجلس نسور ظهرت فجأة. وإذ كان بالمجلس عراف فقد فسر هذه الأعجوبة بقوله بأنها تنم عن فأل حسن، وذلك أن أوديسيوس سيعود إلى وطنه قريبا، ثم ينفض المجلس دون الوصول إلى نتيجة معينة، ويخرج تيليماخوس من المجلس متجها صوب ساحر البحر، وهو يبكي بكاء مرا؛ لأن هؤلاء الأمراء قد أهانوه وأذلوه دون أن يمكنه الرد عليهم أو يصدهم كما يجب. وبينما هو حزين بهذا الشكل تنزل إليه الربة أثينا من عليائها، وتتنكر هذه المرة في زي مينتور
Mentor
صديق أوديسيوس الحميم. وكان تيليماخوس يعرف عنه أنه من خير أصدقاء أبيه الأوفياء، ومرشد من خير المرشدين، فتحاول أثينا في هذه المرة أن تعزيه في حزنه وتعده وعدا أكيدا بأنها ستصحبه إلى مدينة بولوس
كما تعده أيضا بأنها ستعيده إلى إسبرطة. ويعد تيليماخوس كل ما سيحتاج إليه من طعام ومؤن لهذه الرحلة الطويلة المضنية دون أن يطلع أمه على شيء من هذا. وما إن يتم إعداد السفينة بالقرب من الشاطئ حتى يعتليها تيليماخوس، وأقبلت الربة أثينا في زي مينتور تساعده في كل هذا.
الأنشودة الثالثة
لقد نظمت هذه الأنشودة لتمجيد ذكرى أسرة حكمت في مدينة بآسيا الصغرى هي أسرة نيلياديس
Neleiades ؛ لذلك تغلب على هذه الأنشودة الصبغة الخاصة بهذه المدينة. يصل تيليماخوس إلى جزيرة بولوس فيستقبله ملكها نسطور استقبالا حسنا.
Page inconnue