Les écrivains arabes à l'époque abbasside
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genres
رغب أبو نواس في العلم والأدب منذ صباه، فقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي حتى حذقه، فقال له يعقوب: «اذهب فأنت أقرأ أهل البصرة.» وجلس إلى الناشئ الراوية فقرأ عليه شعر ذي الرمة.
واختلف إلى كثير من العلماء والأدباء، وكان والبة بن الحباب أكثر أستاذيه تخريجا له، وجلس في البصرة بعد تبديه إلى أبي عبيدة يأخذ عنه أخبار العرب وأيامها، وإلى خلف الأحمر يسأله عن الشعر ومعانيه، وإلى أبي زيد الأنصاري يكتب عنه الغريب من الألفاظ، ثم نظر في نحو سيبويه، ثم طلب الحديث فأخذه عن عبد الواحد بن زياد العبدي، ويحيى القطان، وأزهر السمان، وغيرهم من كبار محدثي البصرة، ولم يتخلف عن أحد منهم حتى برع في كل علم طلبه؛ فإذا هو راوية للشعر واسع الرواية، يحفظ الأحاديث بالإسناد، محكم القول، عالم باللغة لا يخطئ، مطلع على الحكمة الهندية واليونانية، حتى قال فيه بعض من شاهدوه: «كان أقل ما في أبي نواس قول الشعر.» يريدون بذلك تفوقه في علوم عصره.
قال إسماعيل بن نوبخت: «ما رأيت أوسع علما من أبي نواس ولا أحفظ منه مع قلة كتبه، ولقد فتشنا منزله بعد موته فما وجدنا له إلا قمطرا
61
فيه كتاب مشتمل على نحو وغريب لا غير.»
نظمه الشعر
ظهرت النجابة على أبي نواس وهو صغير السن طري العود، لم يطر شاربه بعد، فنظم الشعر، وعرف بفصاحة اللسان، وأشهر شعره في صباه قوله:
حامل الهوى تعب
يستخفه الطرب
وقيل له: «كيف عملك حين تريد أن تصنع الشعر؟» قال: «أشرب حتى إذا كنت أطيب ما أكون نفسا بين الصاحي والسكران صنعت الشعر، وقد داخلني النشاط، وهزتني الأريحية.»
Page inconnue