Les écrivains arabes à l'époque abbasside
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genres
وهو شيخ الكوفيين، وأحد القراء السبعة، وله كتب كثيرة لم يبق منها سوى رسالة فيما تلحن فيه العوام، وهي رسالة في اللغة. وكان - على بصره باللغة والنحو - قليل البضاعة في الشعر حتى قيل: «ليس في علماء العربية أجهل من الكسائي بالشعر.»
مناظرات البصريين والكوفيين
أخذ الكوفيون النحو عن البصريين، ولكنهم لم يلبثوا أن خالفوهم فيه، وجعلوا لأنفسهم مذهبا غير مذهب أهل البصرة، فاشتد التنافس بين المذهبين، وكثرت مناظرات أصحابهما، وتعصب كل فريق لمذهبه فتشعبت الآراء، وسادت التمحلات والتعليلات حتى كادوا لا يتفقون على وجه من الوجوه، فإذا قال البصريون: «الفعل مشتق من المصدر.» قال الكوفيون: «المصدر مشتق من الفعل .» وإذا جوز البصريون تقديم الخبر على المبتدأ رفض الكوفيون تجويزه؛ لأنه يؤدي إلى تقديم ضمير الاسم على ظاهره، نحو: قائم زيد؛ ففي قائم ضمير زيد، ورتبة ضمير الاسم بعد ظاهره، إلى غير ذلك من المناقضات الكثيرة التي أورثت المتأخرين طوائف من الآراء لا يعدم معها من يلحن وجها للصحة يرد إليه كلامه. وجعلت دراسة النحو صعبة المنال لا يضطلع بها إلا كل ذي رغبة وجلد. زد على ذلك ما أدخل على الشعر من أبيات منحولة اصطنعها العلماء، وجعلوا منها شواهد على مذاهبهم، وحججا لمناظراتهم.
وكان الكوفيون شديدي التعصب للأعراب، يريدون العصمة فيهم؛ فإذا سمعوا قولا من أقوالهم فيه تجوز يخالف القواعد المقررة، جعلوه قاعدة غير معتدين بالشذوذ.
وأما البصريون فقد كانوا أصح استنباطا من أهل الكوفة، وأكثر اعتدالا، وأحفل بالمنطق والقياس، غير أن الكوفيين ظهروا عليهم؛ لأنهم كانوا متصلين بالعباسيين، وقربهم الخلفاء أكثر من نحويي البصرة فجعلوهم مؤدبي أولادهم، فنبه ذكرهم، ورجحت كفتهم، وشهر منهم جماعة في بغداد كالفراء، وابن الأعرابي، وابن السكيت وغيرهم. وقد يكون لفوز الكسائي على سيبويه أثر في ظهور حجة الكوفة، وإقبال طلاب العلم عليها؛ لأن انتصار شيخها على شيخ البصرة عد انتصارا لمذهبها في ذلك الحين، غير أن المذهب البصري ما لبث أن تمت له الغلبة، ورجحت كفته على كفة المذهب الكوفي بعدما زالت تأثيرات الأمراء، واصبحت السيادة في العصر العباسي لأهل المنطق وعلماء الكلام. (5-3) اللغة
ولم يكن حرص العلماء على ضبط القواعد بأشد من حرصهم على ضبط ألفاظ اللغة، وجمع شتاتها، والتمييز بين لهجاتها، فكانوا يطوفون بالبادية يأخذون الكلام عن أهلها. وكان الأعراب يأتون أمصار العراق فيسمع العلماء منهم، ويدونون ما يحفظونه عنهم، فألفوا في بدء الأمر رسائل صغيرة في موضوعات خاصة كأسماء الوحوش والأبل، وخلق الإنسان، والدارات، والنخل والكرم للأصمعى، وأسماء البئر وصفاتها والخيل وأنسابها لابن الأعرابي، وغريب القرآن لمؤرج السدوسي، والمثلثات لقطرب، فكانت هذه الرسائل نواة المعاجم اللغوية، على أن هناك كتابا في اللغة ظهر قبل هذه الرسائل كلها مرتبا على مخارج الحروف، ومباحث عامة لا خاصة، وهو كتاب العين للخليل.
الخليل 718-786م/100-170ه (؟)
حياته
هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي
27
Page inconnue