Types of Patience and Its Domains
أنواع الصبر ومجالاته
Maison d'édition
مطبعة سفير
Lieu d'édition
الرياض
Genres
مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة» (١)، فقاموا إليه فبايعوه.
وبعد عقد هذه البيعة جعل عليهم رسول الله ﷺ اثني عشر زعيمًا، يكونون نقباء على قومهم، وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثم رجعوا إلى يثرب، وعندما وصلوا أظهروا الإسلام فيها، ونفع الله بهم في الدعوة إلى الله تعالى (٢).
وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية ونجح النبي ﷺ في تأسيس وطن للإسلام، انتشر الخبر في مكة كثيرًا، وثبت لقريش أن النبي ﷺ قد بايع أهل يثرب، فاشتد أذاهم على من أسلم في مكة، فأمر النبي ﷺ بالهجرة إلى المدينة، فهاجر المسلمون، فاجتمع قريش في السادس والعشرين من شهر صفر في السنة الرابعة عشرة من النبوة، وأجمعوا على قتل النبي ﷺ، فأوحى الله إلى النبي ﷺ بذلك؛ ولحسن سياسته وحكمته أمر عليًا أن يبيت في فراشه تلك الليلة، فبقي المشركون ينظرون إلى علي من صِير الباب (٣)، وخرج رسول الله ﷺ، ومرّ بأبي بكر، وهاجر إلى المدينة (٤).
_________
(١) أحمد في المسند، ٣/ ٣٢٢، والبيهقي، ٩/ ٩، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ٢/ ٦٢٤، وحسن إسناده للحافظ في الفتح، ٧/ ١١٧.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٤٩، والبداية والنهاية، ٣/ ١٥٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٤٢، والرحيق المختوم، ص١٤٣.
(٣) صير الباب: هو شق الباب. انظر: المعجم الوسيط، مادة «صار» ١/ ٥٣١.
(٤) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٩٥، والبداية والنهاية، ٣/ ١٧٥، وزاد المعاد، ٣/ ٥٤، والسيرة النبوية دروس وعبر لمصطفى السباعي، ص٦١، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٤٨، وهذا الحبيب يا محبّ، ص١٥٦.
1 / 56