Le patrimoine classique : une très courte introduction
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
Genres
7-2 ). ويبدو أن الشظايا الأخرى تتوافق معا كي تكون شكل رجل ملتحف بعباءة، على نحو شبيه بالتمثيلات العديدة للإله زيوس، والد أبوللو. وفي شظايا أخرى تظهر عباءات ملتفة، ربما تنتمي إلى مجموعة من الراقصات. من هذه الشظايا يستحيل التأكد قطعا من المشاهد الممثلة على اللوحات، لكن لدينا ما يكفي بالكاد لأن نقترح أن الشخصيات الممثلة تشير إشارة محددة إلى أسطورة محلية معينة.
شكل 7-2: صورة معاد بناؤها لإحدى اللوحات المحطمة. الجزء الذي يظهر أبوللو «عازف القيثارة» يظهر واضحا في الشكل
1-2 .
كان المعبد يعلن عن هويته بكل وضوح - فهو «معبد أبوللو المغيث» - عن طريق عرض الإله العازف للقيثارة (رفقة مجموعة من الحوريات أو الربات) على لوحة موضوعة فوق بابه الأمامي. أما صورة الإله زيوس فقد تلمح إلى قصة معروفة جيدا وضعت هذه المنطقة النائية من أركاديا في قلب مسرح أحداث الميثولوجيا الإغريقية؛ فحين ولد زيوس، هكذا تذهب الخرافة، أخفي في كهف بين تلك التلال البرية كي يظل في مأمن من والده خرونوس، الذي كان عازما على تدمير زيوس، وحمت المربيات مخبأ زيوس عن طريق التشويش على صرخاته بجلبة عالية غير موسيقية بالمرة. إذا عرضت هذه القصة في باساي، فستعلن بوضوح لكل من يستطيع ربط أجزائها معا عن أهمية أركاديا في المنشأ الخرافي للنظام العالمي، عند وقت ترسيخ حكم زيوس على الكون بأكمله.
في حضرة الإله
من السهل أن نتخيل موكبا صاخبا يجوب المنحدرات آتيا من فيجاليا كي يتجمع أمام مذبح أبوللو المنتصب في الهواء الطلق أمام المعبد. ومن السهل أن نتخيل الحشد وهو واقف في صمت مقدس، بينما الكهنة يستعدون لرفع صلواتهم وتقديم القرابين للإله. فأي شخص ينظر إلى الزخارف التي تعلو باب المعبد يمكنه أن «يقرأ» زعما فخورا يقضي بأن الموسيقى المتحضرة التي يعزفها أبوللو بقيثارته ترجع أصولها إلى الضوضاء الصاخبة التي استثيرت من أجل الحفاظ على والده زيوس؛ في الماضي قرب بداية الزمان، وبالقرب من هذا الموضع عينه.
كل هذه تخمينات؛ فباوسانياس لم يخبرنا شيئا من هذا، ولقد بدأنا من حفنة صغيرة وحسب من قطع الرخام المهشمة (يد تعزف قيثارة، وجزء من جزع، وشظايا عباءة) لا لكي نعيد بناء المنحوتة التي كانت تزين المعبد من الخارج، وإنما أيضا بناء شيء من مغزاها وكيفية تلقيها. إن جزءا أساسيا من دراسة التراث الكلاسيكي هو تلك النوعية تحديدا من «إعادة البناء»، أن نجمع معا شظايا متناثرة كي نحصل على فكرة عما كان الكل يبدو عليه فيما مضى وما كان هذا يعنيه. إنه عمل قائم على التخمين بالأساس. وفي كل الأحوال تقريبا يكون التخمين موضع خلاف. فلدى أشخاص آخرين، على سبيل المثال، أفكار مختلفة بشأن ما كانت هذه اللوحات تعرضه تحديدا أعلى مدخل معبد باساي. لكن الأمر ليس عملية تخمين وحسب؛ فهو بالأساس يعتمد على القدرة على رؤية ما تبقى، مهما كان متناثرا على صورة شظايا، في سياق كل الأمور الأخرى التي نعرفها عن العالم القديم.
في حالتنا هذه تعتمد إعادة البناء جزئيا على معرفتنا بالتمثيلات الأخرى الباقية للإله أبوللو؛ الذي يصور عادة وهو يعزف على القيثارة. ووجود جزء من يد تعزف قيثارة في هذا المعبد يوحي لا محالة بأن هذا الشكل يمثل الإله أبوللو نفسه. لكن إعادة البناء تعتمد أيضا على الإلمام بالخرافات والقصص القديمة الخاصة بالمنطقة، وعلى معرفة أن أركاديا كانت بقعة ذات أهمية خاصة في قصة والد أبوللو، زيوس. بعبارة أخرى، عملية الربط بين أجزاء المعبد تؤدي بنا إلى التعمق في ثقافة المنطقة كلها.
أيضا تبين عملية إعادة البناء للزينة الخارجية للمعبد أحد السبل التي يكتسب بها المعبد تفرده، حتى داخل نمطه المعياري القح. فبينما تشير المنحوتات الموجودة أعلى المدخل إلى الإله المرتبط بهذا المعبد تحديدا وإلى أساطير محلية بعينها، فإن تصميم الجزء الداخلي من المعبد يدل على تفرد المعبد بطريقة مختلفة تماما.
استخدم الجزء الداخلي من المعبد في احتضان صورة الإله وتخزين قرابين الولاء والشكر التي تراكمت على مر القرون. لم يلعب هذا الجزء دورا - أو لعب دورا بسيطا للغاية - في المراسم والطقوس التي تركزت بالأساس في المذبح بالجزء الخارجي، وعمليات التضحية بالحيوانات التي تمت عليه. كانت القاعة نفسها مكانا مظلما. الصورة المعاد بناؤها في القرن التاسع عشر لهذا الجزء، والتي نقدمها هنا (في الشكل
Page inconnue