190

Le Patrimoine d'Abu al-Hassan al-Harali al-Marrakushi en Tafsir

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Enquêteur

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Maison d'édition

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرباط

الوجوه الثلاثة ليسد على ذي النفس المستمسك بنفاسته جميع الوجوه الثلاثة من الشفاعة والفدية والنصرة - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما استوفى خطاب النداء لهم وجهي التذكير بأصل فضيلة النفس الباطنة بالوفاء، وغرض النفس الظاهر في النعمة والرئاسة، جاء ما بعد ذلك من تفاصيل النعم عطفا من غير تجديد نداء إلى منتهى خاتمة الخطاب معهم، حيث ثنى لهم الخطاب الأدنى بالتذكير بالنعمة ختما لمتسق خطابه بما تضمنه تذكيرهم بتكرار قوله: "وإذا، وإذ" واحدة بعد أخرى، إلى جملة منها، ولما ذكرهم بالنعمة الظاهرة، فانتبه من تداركته الهداية، وتمادى من استحق العقوبة، ذكر أهل الاستحقاق بما عوقبوا به بما يستلزمه معنى النجاة، وبما فسره مما أخذوا به على ذنوب تشاكل ما هم عليه في معاندتهم القرآن، فحين لم ينفع فيهم التذكيران: بالعهد والنعمة، هددوا بتقريرهم على مواقع ما أصيبوا به من البلاء من عدوهم لما اقترفوه من ذنوبهم. ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا﴾.
فكان في تكذيبهم بالرسالة الأولى، وشكهم ما أصابهم من العقوبة من آل فرعون، حتى أنقذهم الله بموسى، ﵇، فقال تعالى: ﴿وَإِذْ﴾ أي واذكروا إذ ﴿نَجَّيْنَاكُمْ﴾ وهو من التنجية، وهي تكرار النجاة، والنجاة معناه رفع على النجوة، وهو المرتفع من الأرض، الذي هو مخلص مما ينال من في الوهاد وخبت الأرض من هلاك بسيل ماء ونحوه، ﴿مِنْ آلِ﴾ آل الرجل من تبدو فيهم أحواله

1 / 211