138

Le Patrimoine d'Abu al-Hassan al-Harali al-Marrakushi en Tafsir

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Chercheur

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Maison d'édition

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرباط

لا يبدو معه من المغطى شيء، و"العذاب" إيلام لا إجهاز فيه. و"العظيم" الآخذ في الجهات كلها. انتهى. لما ذكر طرفي الإيمان والكفر وأحوال المؤمنين، وأحوال الذين كفروا، ذكر المنافقين المترددين بين الاتصاف بالطرفين بلفظ الناس، لظهور معنى النوس فيهم، لاضطرابهم بين الحالين، لأن النوس هو حركة الشيء اللطيف المعلق في الهواء، كالخيط المعلق الذي ليس في طرفه الأسفل ما يثقله، فلا يزال مضطربا بين جهتين، ولم يظهر هذا المعنى في الفريقين لتحيزهم إلى جهة واحدة. قاله الْحَرَالِّي. ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾ قال الْحَرَالِّي: وجاء بصيغة المفاعلة لمكان إحاطة علم الله بخداعهم، ولم يقرأ غيره ولا ينبغي، والخداع إظهار خير يتوسل به إلى إبطان شر، يؤول إليه أمر ذلك الخير المظهر. انتهى. و"النفس" قال الْحَرَالِّي: ما به ينفس المرء على غيره، استبدادا منه واكتفاء بموجود نفاسته على من سواه. انتهى. ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾ وعبر هنا بصيغة المفاعلة لشعورهم، كما قال الْحَرَالِّي، بفساد أحوالهم في بعض الأوقات ومن بعض الأشخاص، وبصيغة المجرد لعمههم عن فساد أحوالهم في أكثر أوقاتهم وعمه عامتهم، ولا يكون من الله

1 / 159