وأيضا فإن للمثبت والمبطل حظا من النظر فى الكون والفساد والأمور الفاعلة والمفسدة؛ وذلك أن الأمور التى كونها من الخير فهى أيضا خير، وإن كانت هى خيرا فكونها أيضا خير؛ والأمور التى كونها شر، فهى أيضا شر. — فأما فى الفساد فالأمر بالعكس. وذلك أن فسادها إن كان من الخير فهى من الشر؛ وإن كان فسادها من الشر فهى من الخير. — والمعنى واحد بعينه فى الأمور الفاعلة والأمور المفسدة، فإن الأمور التى ما يفعلها من الخير فهى من الخير، والأمور التى ما يفسدها من الخير فهى من الشر.
[chapter 28: II 10] 〈مواضع أخرى〉
وأيضا ينبغى أن ننظر فى الأمور المتشابهة إن كانت حالها متشابهة — مثال ذلك أنه إن كان علم واحد بأشياء كثيرة فقد يكون ظن واحد بأشياء كثيرة؛ وإن كان ما له بصر يبصر، فإن ما له سمع يسمع. وكذلك الحال فى الأمور الأخر، الموجود منها والمظنون. وهذا الموضع نافع فى الأمرين كليهما، وذلك أنه إن كانت حاله هذه الحال فى شىء من الأمور المتشابهة فهى حاله فى الأشياء الأخر المتشابهة، وإن كان فى واحد منها ليس كذلك، فليس هو فى المتشابهة، الأخر كذلك.
Page 526