وينبغى أن ننظر فى الموضع ما الشىء الذى إذا وجد وجب ضرورة أن يوجد الموضوع، أو ما الشىء الذى يوجد من الاضطرار إذا وجد الموضوع. فوجود الموضوع من الاضطرار إذا وجد شىء من الأشياء هو لمن يريد أن يثبت الشىء. وذلك أنه إن تبين أن ذلك الشىء موجود، صار الموضوع متبينا. فأما وجود شىء من الأشياء إذا وجد الموضوع، فلمن يريد أن يبطل الشىء؛ وذلك أنا إن بينا أن اللازم للموضوع غير موجود، كنا قد أبطلنا الموضوع.
وأيضا فينبغى أن ننظر فى أمر الزمان إن كان الشىء يختلف فيه — مثال ذلك إن قال قائل إن المغتذى من الاضطرار أن ينمى. وذلك أن الحيوان يغتذى دائما وليس ينمى دائما. وكذلك إن قال قائل إن المتعلم يذكر، وذلك أن هذا للزمان الماضى، وذاك للزمان الحاضر والمستقبل . فإنه يقال فينا إنا نعلم الأمور الحاضرة والمستقبلة مثلما نعلم أنه سيكون كسوف الشمس. فأما التذكر فليس يمكن أن يكون إلا لشىء قد مضى.
[chapter 23: II 5] 〈مواضع أخر〉
Page 514