وقد توجد أجناس المسائل والمقدمات إذا حصلناها على طريق الرسم ثلاثة: وذلك أن منها ما هى مقدمات خلقية، ومنها مقدمات طبيعية، ومنها مقدمات منطقية. فالخلقية مثل قولنا: لمن أولى أن نطيع: لآبائنا، أو للنواميس، متى اختلفتا؟ والمنطقية مثل قولنا: هل العلم بالمتضادات واحد بعينه، أم لا؟ والطبيعية مثل قولنا: هل العالم أزلى، أم لا؟ وكذلك يجرى الأمر فى المسائل. وليس يسهل علينا أن نصف كل واحدة من هذه التى تقدم ذكرها، إنما هى بتحديد يوفيها إياه. لكن ينبغى أن أن نلتمس تعرف كل واحدة منها بالارتياض فى الاستقراء بعد تفقدنا إياها بحسب المثالات التى تقدم وصفها.— فنجعل بحثنا عنها عند الفلاسفة على جهة الحقيقة، وعند الظن على جهة الجدل. وينبغى أن نأخذ جميع المقدمات أخذا كليا بأكثر ما يمكن، وأن نجعل المقدمة الواحدة مقدمات كثيرة. مثال ذلك أن نقول إن العلم بالمتقابلات واحد بعينه، ثم نقول إن العلم بالمتضادات واحد بعينه، وإن العلم بالأشياء الداخلة فى باب المضاف واحد بعينه، وعلى هذا المثال ينبغى أن نقسم هذه أيضا من الرأس ما دامت القسمة فيها ممكنة — مثال ذلك أن نقول: العلم بالخير والشر واحد بعينه، والعلم بالأبيض والأسود، والعلم بالبارد والحار، وكذلك فى سائر الأشياء الأخر.
[chapter 15: I 15] 〈البحث عن الألفاظ المشتركة〉
Page 490