Topique pour Aristote
طوپيقا لأرسطوطاليس
Genres
فأما المصحح فينظر ألا يكون جعل الشىء خاصة لنفسه وجعله يرجع عليه بالتكافؤ فى الحمل، فإن بهذا الوجه يصير خاصة ما وضع ألا يكون خاصة — مثال ذلك أنه لما كان من وضع أن خاصة الحى أنه جوهر متنفس لم يجعله خاصة لنفسه وجعله راجعا بالتكافؤ فى الحمل، صارت خاصة الحى أنه جوهر متنفس.
وبعد ذلك فينبغى أن ننظر فى المتشابهة الأجزاء. فإن المبطل ينظر إن كانت خاصة الجملة ألا تصدق على الجزء، أو إن كانت خاصة الجزء لا تقال على الجملة: فإن ما وضع أن يكون خاصة لا يكون خاصة. وفى بعض الأشياء يعرض أن يكون هذا: وذلك أن للانسان أن يجعل الخاصة فى الأشياء المتشابهة الأجزاء مرة إذا نظر إلى الجملة، ومرة إذا وقعت نفسه على ما يقال على الجزء، فيصير لا واحد منهما موصوفا على الصواب — مثال ذلك: أما فى الجملة فمن قال إن خاصة البحر أن أكثر مائه مالح، فقد وصف خاصة شىء ما بتشابه الأجزاء ووضع ما لا يصدق على الجزء. وذلك أنه ليس أى جزء كان فأكثر مائه مالح. فليس خاصة البحر إذا أن أكثر مائه مالح. فأما فى الجزء فمثاله أنه لما كان من وضع خاصة الهواء أنه مستنشق، فقد قال خاصة شىء ما متشابه الأجزاء ووصف خاصة تصدق على الجزء ولا تقال على الجملة (وذلك أنه ليس جملة الهواء متنفسا) فليس خاصة الهواء إذا أنه مستنشق.
Page 609