Topique pour Aristote
طوپيقا لأرسطوطاليس
Genres
وبعد ذلك فإن المبطل ينظر إن كان قد وصف خواص كثيرة، فإنه إذا فعل هذا لم تكن الخاصة موضوعة، على ما يجب. فكما أنه فى الحدود لا ينبغى أن يزاد شىء سوى القول الذى يدل على الجوهر، كذلك أيضا وفى الخواص ليس ينبغى أن يوصف شىء أصلا سوى القول الذى يجعل ما قيل خاصة. فإن ما يجرى هذا المجرى ليس ينتفع به — مثال ذلك أنه لما كان من قال إن خاصة النار هى أنها ألطف الأجسام وأخفها قد وصف أكثر من خاصة واحدة، وذلك أن كل واحد من هذين قد يصدق على النار وحدها. فليس وضع خاصة النار: أنها ألطف الأجسام وأخفها، وضعا جيدا. فأما المصحح فينظر ألا يصف خواص كثيرة لشى واحد بعينه، بل واحدة؛ فإن بهذا الوجه تكون الخاصة موضوعة وضعا جيدا — مثال ذلك أن الذى يقول إن خاصة الرطب هو أن يواتى أن كل شكل قد وصف خاصة واحدة، لاخواص كثيرة، فخاصة الرطب قد وضعت بهذا الوجه وضعا جيدا.
[chapter 44: V 3] 〈مواضع أخرى〉
وبعد ذلك فإن المبطل ينبغى له أن ينظر إن كان استعمل ذلك الشىء بعينه الذى له توصف الخاصة، أو شيئا مما هو له. فإن الامر إذا جرى هذا المجرى لم تكن الخاصة موضوعة وضعا جيدا، لأن الخاصة إنما تراد لمكان العلم، فهو نفسه إذن غير معروف على مثال ما كان. والشىء الذى هو مما يوجد له متأخر عنه فليس هو أعرف منه، فليس يزداد تعرفه من هذه الأشياء — مثال ذلك أنه لما كان من قال إن خاصة الحى أنه الجوهر الذى نوعه الإنسان، فإنما استعمل شيئا من الحى؛ فليس هذه الخاصة موضوعة وضعا على ما ينبغى.
فأما المصحح فينظر أن لا يستعمل الشىء نفسه ولا شيئا مما له أصلا؛ فإن بهذا الوجه تكون الخاصة موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أن من قال إن خاصة الحى أنه مركب من نفس وبدن، لم يستعمل لا هو ولا شيئا مما له أصلا. فخاصة الحى بهذا موضوعة على مايجب. ولهذا النحو أيضا ينبغى أن ننظر فى سائر الأشياء الأخرى التى تجعل الشىء أعرف، أو لاتجعله كذلك.
Page 593