Le cadeau des princes dans l'histoire des ministres
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Chercheur
عبد الستار أحمد فراج
Maison d'édition
مكتبة الأعيان
Genres
Histoire
للعكسر. فرمى به إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات، لأنه مما كان يجري في ديوانه، وقال له: اكتب في هذا المعنى بما يؤكده، وأضف إليه منشورًا لتستحث المطالبة والإعجال، ومشاهدة ما يجري عليه الحال. فقال: نعم أعز الله الوزير وجعل التوقيع تحت فخذه، وطلب دواةً، فحضرت وتركت بين يديه، وأخذ يكرر النظر في كتب قد أخرجت إليه متعلقة بديوانه، ومضت ساعة. فقال له القاسم: كتبت الكتب؟ قال: نعم. والتفت فقال: ادعوا زنجيًا الكاتب لينشئ نسخ ذلك ويحررها فإنه أعرف برسوم المناشير، فضحك القاسم بن عبيد الله ثم أقبل علي أبي عبد الله محمد بن داود بن الجراح فقال: الأمر يا أبا عبد الله مهم لا يحتمل التأخير، ومنشئ أبي الحسن غير حاضر، ولعله يحتبس. وقال لابن الفرات: ادفع إليه التوقيع ليكتب في المعنى بما يتضمن. قال: فأخذ أبو عبد الله التوقيع وكتب سريعًا بأبلغ عبارة وأشد استيفاء ووصاة. وخجل ابن الفرات. ولم تكن كتابته مقصرة ولا بلاغته متأخرة، ولكن يده كانت تخونه وتقعد به.
وحدث القاضي أبو علي التنوخي قال: سمعت بعض شيوخ الكتاب يقول: كان أبو الحسن علي بن عيسى معظمًا لصناعة الكتابة، محافظًا على مكانه منها، متحذرًا من عيب يلحقه فيها، وكانت المنافسة واقعة بين أبي الحسن بن الفرات وبينه في الأعمال والمنازل والكتابة والصناعة، فاتفق أن عمل علي بن عيسى مؤامرة لعامل يعنى به أبو الحسن بن الفرات، وأخرج عليه فيها مائة ألف دينار، واعتقد مواقفته عليها وإلزامه إياها. ثم أحضره وأراه المؤامرة وقال له: قف عليها واذكر ما عندك في كل باب منها، فإن كانت لك فيه حجة تسقطه وإلا التزمته وأديته. فقال: أريد أن أقرأها قراءة تأمل، وأنظر فيها نظر تصفح، وما يكون ذلك إلا
1 / 145