Le cadeau de l'élève
تحفة الطالب
Maison d'édition
دار ابن حزم
Numéro d'édition
الطبعة الثانية ١٤١٦هـ
Année de publication
١٩٩٦م
١ تقدم تخريجه في الحديث رقم "١٣٣". توضيح: لم يسق المصنف ﵀ الحديث من أوله. وبداية الحديث: عن أبي سعيد الخدري قال: "خرج رسول الله ﷺ في أضحى، أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن؛ فإني أريتكن أكثر أهل النار". فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ... الحديث " ". وفي هذا الحديث يوجه النبي ﷺ خطابه لجماعة النساء، ويوضح لهن أن أكثر أهل النار من النساء اللاتي لم يعملن بمنهج الله سبحانه. والرسول ﷺ الهادي المعلم يوضح لهن سبيل النجاة وكيفية السير في طريق الحياة؛ لينجين من عذاب الله وعقابه. فإذا كان من طبيعة نساء أهل الناء أنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير وينصبن شباك الخبث، فإن المؤمنة يجب عليها أن تكون على خلاف ذلك. فهي المرأة الكريمة، البرة، الرحيمة، الموفية بعهد الله مع زوجها، البعيدة عن أساليب الإفتان والإغراء والمكر والخديعة، والقائمة بأمر الله تعالى. وإذا كان من الطبيعي لها أن يحدث لها انقطاع عن بعض العبادات وقت العادة، فإنها في هذا سوف تكون في تلك الفترة على شيء من الغفلة عن الذكر. فيرشدهن ﷺ لإكمال هذا النقص بالصدقة والإنفاق والاستغفار، وأفعال البر وإن الحسنات يذهبن السيئات. وفيه توجيه للأمة عن عدم الغفلة والانشغال بالدنيا وترك العبادات، إذ إن هذا يؤثر على الإيمان وإن زيادة الإيمان بزيادة الطاعات ونقصانه بنقصها، وإذا كان تأثير هذا على المرأة بما يكون منها بطبيعتها، فكيف بمن يغفل عن المندوب أو يتعمد المعصية -أعاذنا الله تعالى من ذلك والمسلمين- كيف يكون حال إيمانه؟ وقد اختلف العلماء في تفسير العقل، فقيل: هو العلم. وقيل: بعض العلوم الضرورية. وقيل: قوة يميز بها بين حقائق المعلومات ... إلخ. وفي الحديث أيضا ما ينبه الرجل لما يحصل من المرأة من قصور يكون منها بطبيعتها، إلى مسامحتها والعفو عنها وتوجيهها باللين والرفق والإحسان، وقد قال رسول الله ﷺ: "خياركم، خياركم لنسائهم". انظر الحديث وشرحه في فتح الباري "١/ ٤٠٥-٤٠٧، وفي شرح النووي على مسلم ٢/ ٦٥-٦٩، ومعالم السنن ٣/ ٤٧.
1 / 309