سَلِي إن جهلتِ الناسَ عَنَّا وعنهمُ ... فليس سواءً عالمٌ وجهولُ١
وما أحسن ما قيل:
إني سألتُ ولكن لم أجدْ أحدًا ... أثنى٢ عليك ومدح النفس تضليلُ
ومثل هذا لا يَحسُنُ ممن له علم وفضل، أو أدب ينتفع به وعقل، فكيف بمن لم يعلم حقيقة الإسلام، ولم يعرف منه ما عرفه آحاد العوام.
وقد اعترض بعض الجهال على شيخ الإسلام في بعض تقاريره فأخطأ الإصابة، ولم يتأدَّب بحضرة تلك العصابة. وقال له الشيخ: لا أدب ولا فضيلة.
وأَنَّى لمثل هذا بالفضل والأدب، وقد عدم العلم الذي هو أصل الفضائل والرتب.
فقرُ الجهولِ بلا علمٍ إلى٣ أدبٍ ... فقر الحمار بلا رأس إلى٣ رسن
_________
١ البيت للسموأل بن عادياء، ومطلع القصيدة التي منها هذا البيت:
إذا المرء لم يَدْنَسْ من اللُّؤْمِ عَرضُه ... فكل رداءٍ يرتديه جميلُ
وإن هو لم يحملْ على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناءِ سبيلُ
٢ في ط: آل ثاني: "ثنا" وقد سقط البيت من "جـ".
٣ في ط: آل ثاني: "ولا" وهو خطأ.
والبيت من قصيدة لأبي الطيب المتنبي يمدح فيها محمد بن عبد الله الخطيب الخصيني. وهي في الديوان ص١٣١ (ط هندية بشارع الموسكي بمصر، ١٣٤٢) ولفظ البيت: "فقر الجهول بلا قلب ... إلخ ومعناه –كما ذكر محشي الديوان-: هم لا عقل عندهم فلا يحتاجون إلى أدب، كما لا يحتاج الحمار فاقد الرأس إلى لجام.
1 / 81