Le cadeau de l'agenouillé et du prosterné concernant les règles des mosquées

Abu Bakr Al-Jurayi d. 883 AH
100

Le cadeau de l'agenouillé et du prosterné concernant les règles des mosquées

تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد

Maison d'édition

وزارة الأوقاف الكويتية-إدارة مساجد محافظة الفروانية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

المراقبة الثقافية.

Genres

قال ابن كثير: فهذه الآثار متعاضدة على ما ذكرناه (١). وذكر الحافظ أبو بكر بن مردَويه بسنده إلى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: قال عمر، يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام، فأنزل الله تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ فكان المقام عند البيت فحوَّله رسول الله ﷺ إلى موضعه هذا، قال مجاهد: قد كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن. هذا مُرسل عن مجاهد، وهو مخالف لما تقدَّم من رواية عبد الرزاق عن مجاهد: أول من أخَّر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطَّاب. قال ابن كثير: وهو أصح من طريق ابن مردوَيه مع اعتضاده بما تقدَّم (٢). * وذكر الأزرقي عن أبي مليكة أنه قال: موضع المقام هذا الذي هو به اليوم، هو موضعه في الجاهلية، وفي عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر إلا أن السيل ذهب به في خلافة عمر؛ فجعلوه في وجه الكعبة حتى قدِم عمر رضي الله تعالى عنه فردّه بمحضر من الناس (٣). ونقل المحب الطبري عن مالك في "المدوَّنة": أن المقام كان في عهد إبراهيم ﵇ في مكانه اليوم. وكان أهل الجاهلية ألصقوه إلى البيت خيفة السيل، فكان كذلك في عهد النبي ﷺ وعهد أبي بكر ﵁. فلما وَلِىَ عمر ﵁ ردّه بعد أن قاس موضعه بخيوط قديمة قيس بها حين أخَّروه (٤)، وقيل إن عمر أخَّره أولًا ثم ذهب به السيل ثم أخَّره؛ فيكون

(١) "التفسير" (١/ ١٧١). (٢) انظر: "تفسير ابن كثير" (١/ ١٧١). (٣) "أخبار مكة" (٢/ ٣٥). (٤) "القرى لقاصد أم القرى" (٣٤٥، ٣٤٦).

1 / 112