الصَّلْتِ كاتبًا عالمًا، وقُسُّ بن ساعدة كذلك، وليس في أشعارهم مطعن لأحد.
وكان أبو الأسود الدُؤليّ كاتبًا أديبًا عالمًا، وهو إمام النَّحويَّين في النَّحو، وأشعاره حُجَجٌ لازمةٌ. قال: وإنَّما انحرف الأصمعيُّ عن الكُمَيتِ لمذهبه، لا لأدبه، وقد روت العرب شعرًا لامرئ القيس تزعم أنَّه أجاب به [عَمْرَو بن حُنَيٍّ] حين سأله أنْ يقول بيتًا فيه سبع عينات، وبيتًا فيه سبع قافات، فقال:
فَأَرْعَدَ رَعْدُ الرَّعِداتِ وأرْعَدَتْ ... رَوَاعِدُ رَعْدٍ رَعْدُهُنَّ قَصُوفُ
وأبْرَقَ بَرْقُ البَارِقاتِ وأبْرَقَتْ ... بَوَارِقُ بَرْقٍ بَرْقُهُنَّ خَطُوفُ
فأتى بألف في أرعد وأبرق، وهو سيِّد الشُّعراء، ولم ينكره أحد من العرب عليه.
/ قال أبو جعفر: وقد حكى غير الأصمعيِّ من الأئمة الوثوق بهم في اللُّغة أنَّه يقال: أَرعد وأَبرق بالألف، حكى ذلك يعقوب في الإصلاح عن