وخرج أيضا في ((التاريخ)) فقال: كتب إلي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الجرجاني من أصبهان، يذكر أنه سمع أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرأه مني السلام.
ولقد كان -رحمه الله تعالى- للسنة معظما، وللعلم محترما، قال أبو سعيد بكر بن منير بن خليد بن عسكر بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل، أن أحمل إلي كتاب ((الجامع)) و((التاريخ)) وغيرهما لأسمع منك. فقال محمد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذل العلم، وأحمله إلى أبواب الناس. فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي، أو في داري. فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار))، قال: فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
Page 211