ومن كراماته -عليه السلام- بإجابة الدعوة، ما أخبرني به الوالد الحسين -أسعده الله- أن رجلا كان يتردد في الباب الشرقي الإمامي في معمور الحصن يسمى علي الجوفي أكثر على الإمام -عليه السلام- قرع باب المسجد الصغير الذي تعود الإمام الصلاة فيه، وراتب القرآن بمعمور الحصين وهو ما أسسه مولانا الحسن-رحمه الله- فكان من الجوفي المذكور الأذية للإمام بالأصوات والبذاء، فقال الإمام -عليه السلام- ادفعوا عنا هذا الله يصيبه ويشغله كما شغلنا، فلما سار خطا يسيرة ووجد أهل البارود يحملونه يريدون أن يرموا بالطلاعات لبعض الأسباب، فأراد هذا أن يحمل شيئا على المعهود من جفنه فعلقت النار بالذي عليهم من غير فعل فاعل، فحرق المذكور دون غيره وبقي يتقلب في جراحاته حتى هلك بعد ثلاث أو أربع [أيام] .
ومن ذلك قضية (عبد) الجمال وكان يلي جمال مولانا -عليه السلام- وذلك أن الإمام -عليه السلام- رأها غير موافقة[11/أ]، وكان قد طلب شيئا منها لبعض الغزاة إلى جهات المشرق، فعتب على الجمال المذكور، فقال الجمال للإمام -عليه السلام- في محضر الناس: إنك لا تستر مني ولا من الجمال، وضعف أمره -عليه السلام- وتأفف بخدمته، فقال الإمام -عليه السلام- احبسوه أصابه الله تعالى، فما وصل الحبس إلا ومات في تلك الليلة أو التي بعدها.
Page 135