بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بشريعة الإِسلام، وأتحفنا وأنعم علينا غاية الإِنعام، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإِكرام، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله ما ترك شاردةً ولا واردةً فيها خير الأنام، إلاَّ وأعلمهم بها وحثهم عليها رجاء المثوبة والإِكرام، فصلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام، بتعاقب الليالي والأيام.
أما بعد :
فهذه منظومة لطيفة، مختصرة أنيقة، في موضوع قد أكثر نبيّنا ﷺ من الحثّ عليه، حتى قال لأصحابه: ((قد أكثرت عليكم في السواك))(١)، وقال: ((أُمِرت بالسِّواك حتّى خفتُ على أسناني))(٢).
ومن أجل هذا اهتم علماؤنا الأخيار الأبرار، الحريصون أشد الحرص على رضى مولاهم العزيز الغفار، بإذاعة هذه السُّنَّة العظيمة، والتأكيد على
(١) أخرجه النسائي (١١/١) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه الطبراني (٤٥٤/١١)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث حسن لغيره. انظر: ((السلسلة الصحيحة)) للشيخ الألباني رحمه الله (٧٧/٤ - ٧٩) (١٥٥٦).