Le cadeau des bien-aimés et l'objectif des étudiants
تحفة الأحباب وبغية الطلاب
Genres
حتى دخلت إنطاكية فرآنى بعض اخوانى وعلم أنى أريد الثغر وكنت يومئذ أحتشم من الله أن آوى إلى وراء سور فدفع لى سيفا وترسا وحربة للسبيل فدخلت الثغر خيفة من العدو فجعلت مقامى فى غابة أكون فيها بالنهار وأخرج إلى شاطىء البحر بالليل فأغرز الحربة على الساحل وأسند الترس إليها محرابا وأتقلد بسيفى وأصلى إلى الغداة فإذا صليت الفجر عدت إلى الغابة فكنت فيها نهارى فنظرت فى بعض الأيام إلى شجرة بطم قد بلغ بعضها وقد وقع على بعضه الندى وهو يبرق فاستحسنته ونسيت عهدى مع الله تعالى وقسمى أن لا أمد يدى إلى شىء تنبته الأرض فمددت يدى إلى الشجرة فقطعت منها عنقودا وجعلت بعضه فى فمى ثم تذكرت العهد ورميت ما كان فى يدى ولفظت ما كان فى فمى ولكن بعد ما جاءت المحنة فرميت الحربة والترس وجلست فى موضعى ويدى على رأسى فما استقر بى الجلوس حتى دار بى فارسان ورجال كثيرة وقالوا لى قم وساقونى إلى الساحل فإذا أمير وحوله عسكر وجماعة من السودان بين يديه كانوا يقطعون الطريق فى ذلك المكان وقد أمسكهم ولما مرت الخيل بالموضع الذى كنت فيه فوجدونى أسود ومعى سيف وترس وحربة فحسبونى من السودان فقالوا لى من أنت؟ فقلت عبد من عبيد الله فقالوا للسودان تعرفون هذا؟ قالوا لا، فقال الأمير وكان تركيا بل هو رئيسكم وأنتم تفدونه بأنفسكم فقدموهم وجعلوا يقطعون أيديهم وأرجلهم حتى لم يبق إلا أنا فقدمونى ثم قالوا مد يدك فمددتها فقطعت ثم أرادوا أن يقطعوا رجلى فرفعت رأسى إلى السماء وقلت إلهى يدى جنت فما بال رجلى! وإذا بفارس وقف على الحلقة ونظر إلى وألقى نفسه على وصاح، فقيل له فى ذلك فقال هذا أبو الخير المناجى، فصاح الأمير ومن حوله ورمى الأمير بنفسه على يدى
Page 236