Le Cadeau des Nobles par Nur ad-Din as-Salimi
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
ذلك ما قيل أن الوارث كان يسكن قرية هجار من بني خروص وكان يرى الرؤيا في نومه على ظهور الحق على يده , وأنه كان ذات يوم يحرث في زرع له فسمع صوتا يقول له اترك حرثك وسر إلى نزوك وأقم بها الحق؛ ثم ناداه ثانية وثالثة بذلك , فقال الوارث ومن أنصاري وأنا رجل ضعيف؟ فقيل له أنصارك جنود الله فقال إن كان حقا فليكن مصاب مجزي هذا ينبت ويخضر من الشجرة التي أصله منها فغرسه في الأرض فنبت شجرة لومي؛ ويقال أن هذه الشجرة موجودة إلى الآن ببلدة هجار وهي مركز إماتة المحفوظة , ثم سار إلى نزوى وهي في أيدي الجبابرة وقد ملؤها جورا وظلما فلما وصل إلى نزوى وجد خبازا يخبز وجنديا من جنود السلطان يأكل خبزه , والخباز يستغيث بالله والمسلمين منه فلما رآه على ذلك زجره ثلاثا فلم ينته فقتله , فمضى مسرعا إلى مسجد قريبا من شاطئ الوادي , والآن سمي مسجد النصر؛ فأسرعت إليه الرجال لتقتله فلما وصلوا قريبا منه رأوا المسجد قد غص من الرجال المقاتلة فلم يصلوه قالوا فلذلك اختاره المسلمون عليهم إماما.
وقيل أنه لما خرج الوارث لإظهار العدل تخلف عنه أخوه محمد بن كعب فقالوا خنزير فسموه خنزيرا فبنوه يقال لهم بنو خنزير , ومر في مسيره على بئر لبني صبح يقال له زكت بني صبح وكان عليه رجل من بني صبح ومعه أربعون رجلا فخرجوا عند الوارث فأوصى بإيقاف مال ينفق منه على حضر الإنفاق في موضع مخصوص من الحجار إلا لمانع كمطر أو غيره؛ فما زاد عن ذلك القدر فإنه ينفق على أهل الهجار وستال خاصة , وأوصى لأهل زكت منه بأربعين سهما ينفق فيهم وفي ذراريهم ولو بقي منهم رجل واحد فهم يعطون أربعين سهما , ومنع منه بني أخيه لخزره عنه فوقفه يقسم إلى اليوم على ما أوصى؛ ولا يستطيع أحد من بني خنزير أن يأخذ منه لتعجيل العقوبة.
Page 94