Le Cadeau des Nobles par Nur ad-Din as-Salimi
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
وذكرت قبول رأيا في الذي نصحنا لك فيه , فذلك الذي أردنا وهو اجتهاد منا وقبول ذلك بالفعل لا بالقول؛ لأنه لا ينفع تكلم لا نفاذ به , وقد أعلمناك عزم رأينا فيما لقيناك به ولم يتعقبه إلا بمثله ولم يتحول إلى غيره , لأنا نرى أنها نصيحة ولعمري لأن فكرت في هذا الأمر ببصرك لترين منفعة في دنياك ( نسخة دينك ) وعاقبة أمرك أكثر من مضرته إن شاء الله , ولسنا نهديك إلا إلى ما نرجو به السلامة عند ربك؛ فإن تقبل فهي رحمة من الله قد رجوناها لك , وإن ترد ذلك بوجه من الوجوه فإنا نرى الذي نصحناك فيه أمرناك به هو الحق , ومن كره الحق فإنما يكره الله لأن الله هو الحق المبين.
وأعلم أنا قد خفنا أن يكون إنما يجري ضياع ما يسدي إليك من نصيحة أو موعظة على يدي رجال قد نالوا منك إصغاء وقبولا منك لرأيهم على وجه حسن الظن منك بهم , ولعمري إن الأمور المكشوفة واضحة بما هي عليه , فعليك بتقوى الله والقصد إلى الحق , وما نرى إنك تحمله فقد بلغت بك السن إلى غاية الكفاية والانقطاع بما جرى عليك وفقك الله والسلام عليك ورحمة الله.
( بسم الله الرحمن الرحيم )
Page 119