246

Le présent des pieux en commentaire des Lumières de la tradition

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Chercheur

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Genres

قُبُل الكعبة، وقال:" هذه القبلة ".
(باب المساجد)
(من الصحاح):
" قال ابن عباس ﵄: لما دخل النبي ﷺ البيت دعا في نواحيه " الحديث.
ذهب عامة العلماء إلى جواز التنفل داخل الكعبة، لحديث ابن عمر، وهو الذي يليه، واختلف في الفرض، فذهب الجمهور إلى جوازه، ومنع منه مالك وأحمد، وحكي عن محمد بن جرير أنه قال: لا يجوز فيها الإتيان بالفرض ولا بالنفل، تمسكا بهذا الحديث، وهو – مع ضعف دلالته – لا يعارض حديث ابن عمر لأنه حكاية دخوله يوم الفتح، فلو كان ابن عباس يحكي غيره فلا تعارض، وإن كان يحكيه – والظاهر ذلك – فالحديث مرسل، لأنه – ﵇ – لما دخل أغلق عليه الباب ولم يكن ابن عباس معه، فلا يقاوم المسند، والمراد: بـ (قبل الكعبة): الجهة التي فيها الباب، والباء يسكن ويحرك.
وقوله: " هذه " إشارة إلى الكعبة، و"القبلة ": خبرها، والمعنى: إن أمر القبلة قد استقر عليها، فلا ينسخ إلى غيرها، ويحتمل أن يكون إشارة إلى تلك الجهة، والمراد: أن يعلمهم أن الأفضل أن يقف الإمام من هذا الجانب دون غيره، فإنه مقام إبراهيم صلوات الله عليه.
***

1 / 254