لذكر الصحابي فوائد:
الأولى: معرفة الناسخ والمنسوخ، لأنه إذا تعارض خبران،
وعلم أن أحدهما يرويه من كان له صحبة مع الرسول ﷺ زمانا
محدودا، وراوي الآخر أسلم بعد انقطاع صحبته، علم أن الأول
منسوخ بالثاني.
والثانية: التنبيه على رجحان الخبر بحال الراوي من علمه وزيادة
ورعه وعلو منصبه، إلى غير ذلك، كما بيناه في كتابي "المنهاج"
و"المرصاد"
والثالثة: أن الحديث الواحد قد يروى عن جماعة بطرق مختلفة
طعن في فروع بعضهم، فينسب الحديث إلى الآخر توقيا عن ذلك.
والرابعة: أن المعاني المتقاربة قد تروى عن أشخاص من
الصحابة بألفاظ متفاوتة، فيذكر الصحابي الذي يرويه بهذه العبارة
تمييزا لها عن أخواتها.
(قوله: وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه)
مر تعريف أقسام الأحاديث، ولقائل أن يقول: الضعيف – كما
ذكرت – ساقط عن درجة الاعتبار والاحتجاج، فلم أثبته في تضاعيف
ما أورده؟
وجوابه: أن حاصل الضعيف، راجع إلى طعن رمي به الراوي،
1 / 17