وقد صالح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المشركين، وقد صالحهم الإمام القاسم عليه السلام، وتوفي حال الصلح، ولا ثقة بما نقله السعاة، وكل واحد منهما عليهما السلام معذور حيث اغتر بما نقل إليه عن الآخر، فالمؤمن غر كريم، وقد هم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بغزو قوم لما غرر عليه الوليد بن عقبة، حتى أنزل الله: {ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} [الحجرات:6]، وقد قال تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} [الأحزاب:5]، وقد جرت أمور لا يحسن ذكرها، ولا ينبغي نشرها، فقد انتهت الحال بحمد الله تعالى إلى المصافاة بين الإمامين وأولادهما والمسامحة والمعافاة كما هي السجايا النبوية والشمائل العلوية، نقل ذلك العلامة الشرفي شارح الأساس في اللآلي المضيئة، وصاحب السيرة الجرموزي، وولد الإمام الأمير محمد بن عبدالله في التحفة العنبرية، وقد أثنى فيها على الإمام القاسم وأولاده غاية الثناء، ووصل إلى الإمام محمد بن القاسم عليهم السلام، وكانت المسامحة في جميع ما جرى فما نشر في السيرة لا ثمرة له إلا إشمات الأعداء لأهل البيت النبوي والله تعالى المستعان.
توفي الإمام المتوكل على الله يوم الخميس لعشرين من ذي الحجة سنة سبع عشرة وألف، وله اثنتان وثمانون سنة وشهران وأيام، مشهده في هجرة فلله.
وللإمام عبدالله الذرية المطهرة وهم: علي، وصلاح، ويحيى، وإبراهيم.
Page 355