وقد قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون(112)} [الأنعام:112].
وقد ذكر الولد العلامة الصفي أحمد بن محمد الشامي في كتابه (تاريخ اليمن الفكري) ما ذكرناه من سيرة الإمام القاسم بن علي العياني وولده الحسين، فقال: (ومع الإحترام والتقدير لآراء شيخنا العلامة مجد الدين أطال الله عمره، وقوله: (ولعله لبس على الإمام المتوكل على الله أ؛مد بن سليمان لكثرة أعداءه في ذلك العصر)، وقد سبق نقل كلام أحمد بن سليمان عن صاحب الطبقات، وهو واضح وصريح يشهد بأنه قد رأى كتاب المهدي والجواب عليه بنفسه).
فأقول وبالله التوفيق: لكنه ليس بواضح ولا صريح في أنه لم يزور ذلك الكتاب على الإمام الحسين، وأنه كتب على لسانه، وإن كان قد رأى الإمام أحمد الكتاب والجواب، ولقد نزه الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان الإمام الحسين عليهم السلام في كتاب حقائق المعرفة، وقطع بعدم صدور ذلك عنه، ونقل المؤلف الصفي ما ذكر عنه في الحكمة الدرية، وفيها دس كثير على الإمام أحمد بن سليمان، ولهذا لم أعدها من مؤلفاته، وقد تبرأ عما فيها من الدس شيخنا الحافظ فخر آل محمد عليهم السلام عبدالله بن الإمام الحسن بن يحيى القاسمي المؤيدي رضي الله عنهم في إجازته لي، وكذا غيره من الأعلام، وذلك واضح لمن نظر فيها بعين التحقيق، والله ولي التوفيق.
قال الصفي: (فإن أستاذنا الجليل لم يوفق حين استشهد بالآية الكريمة: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم} [التوبة:32]، وكيف وممن شنع على المهدي العياني الإمام أحمد بن سليمان...إلى قوله: لوكن لهوى النفوس سريرة لا تعلم..إلخ).
Page 236