الإمام محمد بن القاسم
الزلف:
28- ومعتصم الأقوام سم محمدا .... وذلك من في الطالقان يشايع
التحف:
هو الإمام أبو جعفر محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط بن علي الوصي صلوات الله عليهم وسلامه.
كان هذا الإمام في أيام المعتصم العباسي، وله مع المسودة وقعات كثيرة، ومات في أيامه.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام: إنه دعا بخراسان فاجتمعت إليه الزيدية، وأهل الفضل من المذاهب، وانطوى ديوانه على أربعين ألف مقاتل.
وقال: كان يلبس ثياب الصوف الأبيض، وكان من العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب في الغاية.
وذكر من صفته: أنه ربعة من الرجال، أسمر، قد أثر السجود في وجهه. قال: وهو القائل بالعدل والتوحيد، والداعي إليه، وهو قدوة في الزيدية، انتهى.
وفاته: اختلف في سبب موته، قيل: مات في واسط، وقيل: بل مات في السجن، وقيل: سمه المعتصم، وقيل: توارى أيام المعتصم وأيام الواثق، وأخذ أيام المتوكل فمات في الحبس.
عمره ثلاث وخمسون سنة، وفي مقاتل الطالبيين ما معناه: أن خروجه من سجن المعتصم سنة تسع وعشرين ومائتين، انتهى. وعقبه بطبرستان.
نعم، وهذا الإمام عليه السلام قبل الإمام المتقدم - وهو القاسم بن عبدالله -، فلا يشكل، فقد يقع التفاوت اليسير في النسق، بل قد لا يراد الترتيب فيما أصله له، كالفاء، وثم، فالفاء تخرج في عطف التفصيل على المجمل، والذي أراه أن منه نحو قوله عز وجل: {فانتقمنا منهم فأغرقناهم} [الأعراف:136]، لأن الإنتقام مجمل فصله بالإغراق، لا كما زعم الزمخشري أن فانتقمنا منهم أردنا الإنتقام، فإنما هو تنزيل على معتقد المعتزلة وغيرهم أن إرادة الله تعالى لأفعاله غير إمضائه لها، وغير علمه باشتمالها على المصلحة، والله أعلم.
Page 184