وفي هذا إشارة إلى الأنبياء الذين أكد الله بهم على العباد حجة العقل، وأنزل معهم في البلاد الميزان والعدل، {ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم} [الأنفال:42]، قال الله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وءاتينا داود زبورا(163)ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما(164)رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما(165)} [النساء:163- 165].
واعلم أنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكتب المنزلة مائة وأربعة كتب، أنزل على شيث عليه السلام خمسون صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثون، وعلى إبراهيم عليه السلام عشر، وعلى موسى عليه السلام عشر والتوراة، وعلى داود عليه السلام الزبور، والإنجيل على عيسى عليه السلام، والقرآن على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، والتوراة لست منه بعد الصحف بسبعمائة عام، والزبور لاثنتي عشرة ليلة منه بعد التوراة بخمسمائة عام، والإنجيل لثماني عشرة ليلة منه بعد الزبور بألفي عام، والفرقان لأربع وعشرين ليلة منه بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاما.
Page 24