Les Couronnes des rois de Himyar

Ibn Hicham d. 213 AH
29

Les Couronnes des rois de Himyar

التيجان في ملوك حمير

Chercheur

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

Maison d'édition

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٤٧ هـ

Lieu d'édition

صنعاء - الجمهورية العربية اليمنية

Genres

Histoire
الرؤيا ثم أخذ الملك بيده فأقامه وقال هات الصحيفة يا عابر! فلما آتاه بها قال له: يا عابر أمر هذه الأحرف وسمها بما أعطاك لسانك وشفتاك ألا ترى أنك قلت باء بشفتك فسم حرف الباء، ثم قلت سين فهو سين، ثم قلت ميم توالي الحرف بالحرف يكن بسم. وكذلك سائر الحروف فتدبرها وسمها بما أعطاك لسانك وشفتاك لتسعد. فلما أفاق عابر تدبر الصحيفة كما رأى فسهل عليه أمرها وفتحت له قراءتها فقرأها وعلم ما فيها فدعا ابنه هود وهو هود النبي ﷺ فقال له: يا هود إن الله اختصني بعلم عظيم جليل القدر لنا به الشرف في الدنيا والآخرة، ثم أخرج الصحيفة فقرأها فقال له هود: يا أبت رأيت رؤيا كأن آتيًا أتاني فأطعمني طعامًا فلما وصل إلى جوفي تضوع له من فمي نور ملأ ما بين المشرق والمغرب. قال له عابر: أنت يا بني صاحب الصحيفة سيقال لك وتقول فاحترس بما في يديك. ثم تبلبلت ألسن الخلق فأقاموا بالمجدل وبأرض بابل يموجون ويعالجون اللغات فسلبوا اللسان السرياني إلا أهل الجودي فإنهم لم يعتوج لهم لسان يتكلمون بالسرياني. وأجرى جبريل صلى الله عليه على كل لسان كل أمة لغة فنطق بالألسن العجمي والعربي وأفصح يعرب بالعربية وهود أبوه وفالغ بن عابر أخو هود بالجودي يتكلم بالسرياني، ويتكلم مع عابر جميع أخوته وبني عمه أرم بن سام ما خلا الفرس فإنها تكلمت بلسان أعجمي، وأما عاد وثمود وطسم وجديس وعملاق وراتش فإنهم نطقوا مع ابن عمهم عابر بالعربية فأدركتهم بركتها وشرفوا وتغلبوا على جميع من كان معهم من الألسن

1 / 37