Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Genres
تفسير التبيان ج1
ربكم) وهي مثل الذي قبلها فانهما جميعا نعتان ل_- (ربكم) فراشا: يعني مهادا أو وطاء لا حزنة غليظة لا يمكن الاستقرار عليها وتقديره: اعبدوا ربكم الخالق لكم والخالق للذين من قبلكم الجاعل لكم الارض فراشا فذكر بذلك عباده نعمه عليهم وآلاءه لديهم ليذكروا اياديه عندهم فيثبتوا على طاعته تعطفا منه بذلك عليهم ورأفة منه بهم ورحمة لهم من غير ما حاجة منه إلى عبادتهم ليتم نعمته لعلهم يهتدون وسمي السماء سماء لعلوها على الارض وعلو مكانها من خلقه وكل شئ كان فوق شئ فهو لما تحته سماء لذلك وقيل لسقف البيت سماء لانه فوقه وسمى السحاب سماء ويقال: سمى فلان لفلان اذا أشرف له وقصد نحوه عاليا عليه قال الفرزدق:
سمونا لنجران اليماني واهله
ونجران أرض لم تديث مقاوله(1)
وقال النابغة الذبياني:
سمت لي نظرة فرأيت منها
تحيت الخدر واضعة القرام(2)
يريد بذلك أشرفت لي نظرة وبدت.
وقال الزجاج: كل ما على الارض فهو فهو بناء لامساك بعضه بعضا فيأمنوا بذلك سقوطها فخلق السماء بلا عمد وخلق الارض بلا سند يدل على توحيده وقدمه لان المحدث لا يقدر على مثل ذلك وانما قابل بين السماء وبين الفراش لامرين: احدهما - ما حكاه أبوزيد: أن بنيان البيت سماؤه: وهو اعلاه وكذلك بناؤه وانشد:
بنى السماء فسواها ببنيتها
ولم تمد باطناب ولا عمد
---
(1) ديوانه: 735 ونجران: ارض في مخاليف اليمن من مكة وديث البعير: ذلله بعض الذل حتى تذهب صعوبته والمقاول: جمع مقول والمقول والقيل: الملك من ملوك حمير.
(2) ديوانه: 86 وروايته: " صفحت بنظرة " والقرام: ستر رقيق فيه رقم ونقوش والخدر هنا: الهودج وفي الطبعة الايرانية بدل " تحيت " " بحيث "
Page 98