Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Genres
تفسير التبيان ج1
فلم قال: (أو كصيب) وأو لاتكون إلا للشك وان كان مثلهم واحدا منهما فما وجه ذكر الآخر بأو وهي موضوعه للشك من المخبر عما أخبر به؟ قيل: إن (أو) قد تستعمل بمعنى الواو كما تستعمل للشك بحسب ما يدل عليه سياق الكلام قال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى باني فاجر
لنفسي تقاها أو عليها فجورها
ومعلوم أن توبة لم يقل ذلك على وجه الشك وانما وضعها موضع الواو.
وقال جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا
كما أتى ربه موسى على قدر
ومثله كثير.
قال الزجاج: معنى (أو) في الآية التخيير كأنه قال: إنكم مخيرون بان تمثلوا المنافقين تارة بموقد النار وتارة بمن حصل في المطر يقال: جالس الحسن أو ابن سيرين أي: انت مخير في مجالسة من شئت منهما والرعد: قال قوم: هو ملك موكل بالسحاب يسبح روي ذلك عن مجاهد وابن عباس وابي صالح وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام).
وقال قوم: هو ريح يختنق تحت السماء رواه ابوخالد عن ابن عباس وقال قوم: هو اصطكاك اجرام السحاب فمن قال انه ملك قدر فيه صوته كأنه قال: فيه ظلمات وصوت رعد لانه روي انه يزعق به كما يزعق الراعي بغنمه والصيب اذا كان مطرا والرعد إذا كان صوت ملك كان يجب أن يكون الصوت في المطر لانه قال (فيه) والهاء راجعة اليه والمعلوم خلافه لان الصوت في السحاب والمطر في الجو إلى أن ينزل ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن يقال: لا يمتنع أن يحل الصوت المطر حين انفصاله من السحاب ولا مانع يمنع منه ويحتمل أن يكون المراد بفي (مع) كأنه قال: معه ظلمات ورعد وقد بينا جوازه فيما مضى.
واما البرق فمروي عن علي (عليه السلام) أنه قال: مخاريق الملائكة من حديد تضرب بها السحاب فتنقدح منها النار وروي عن ابن عباس: انه سوط من نور يزجر به الملك السحاب وقال قوم: إنه ما رواه ابوخالد عن ابن تفسير التبيان ج1
Page 91