يريبني قال ساعدة بن جويه الهذلي:
وقالوا تركن الحي قد حصروا به
فلا ريب ان قد كان ثم لحيم
أي أطافوا به واللحيم القتيل يقال لحم اذا قتل والهاء فيه عائدة على الكتاب ويحتمل ان يكون لا ريب فيه خبرا والمعنى انه حق في نفسه ولا يكون المراد به انه لا يقع فيه ريب لان من المعلوم أن الريب واقع فيه من الكفار وفي صحته ويجري ذلك مجرى الخبر اذا كان مخبره على ما هو به في أنه يكون صدقا وان كذبه قوم ولم يصدقوه ويحتمل أن يكون معناه الامر أي تيقنوه ولا ترتابوا فيه.
قوله تعالى: هدى للمتقين(2)
المعنى: معناه نور وضياء ودلالة للمتقين من الضلالة وانما خص المتقين بذلك وان كان هدى لغيرهم من حيث انهم هم الذين اهتدوا به وانتفعوا به كما قال: " انما تنذر من اتبع الذكر "(1) وان كان انذر من لم يتبع الذكر ويقول القائل: في هذا الامر موعظة لي اولك وان كان فيه موعظة لغيرهما ويقال هديت فلانا الطريق اذا ارشدته ودللته عليه أهديه هداية.
الاعراب: ويحتمل ان يكون منصوبا على الحال من الكتاب وتقديره ذلك الكتاب هاديا للمتقين وذلك يكون مرفوعا بآلم والكتاب نعت لذلك ويحتمل ان يكون حالا من الهاء في (فيه) كأنه قال: لا ريب فيه هاديا ويحتمل ان يكون رفعا من وجوه: أولها - ان يكون خبرا بعد خبر كأنه قال: هذا كتاب هدى أي قد جمع انه الكتاب الذي وعدوا به وانه هدى كما يقولون: هذا حلو حامض يريدون انه
---
(1) سورة يس آية 11 تفسير التبيان ج1
Page 52