تفسير التبيان ج1
أي: اذا يفزع فعلى هذا يحتمل ان يكون الالف: انا واللام: الله والميم: اعلم وكذلك القول في لحروف وعلى هذا لا موضع (لالف لام ميم) من الاعراب وعلى قول من قال انها اسماء السور موضعها الرفع كأنه قال هذه الم او يكون ابتداءه ويكون خبره ذلك الكتاب واجمع النحويون على ان هذه الحروف وجميع حروف الهجاء مبنية على الوقف لا تعرب كما بني العدد على الوقف ولاجل ذلك جاز ان يجمع بين ساكنين كما جاز ذلك في العدد تقول واحد اثنان ثلاثة اربعة فتقطع الف اثنين وهي الف وصل وتذكر الهاء في ثلاثة واربعة فلو لم تنو الوقف لقلت ثلاث بالثاء وحكي عن عاصم في الشواذ وغيره آلم الله بقطع الهمزة الباقون بفتح الميم وقالوا فتح الميم لا لتقاء الساكنين وقال قوم: لانه نقل حركة الهمزة اليه واختار ابوعلي الاول لان همزة الوصل تسقط في الوصل فلا يبقى هناك حركة تنقل وانشد في نقل حركة همزة الوصل قول الشاعر
اقبلت من(1) عند زياد كالخرف
تخط رجلاي بخط مختلف
فيكتبان في الطريق لام الف ومتى أجريتها مجرى الاسماء لا الحكاية واخبرت عنها.
قلت: هذه كاف حسنة وهذا كاف حسن وكذلك باقي الحروف فتذكر وتؤنث فمن أنث قصد الكلمة ومن ذكر قصد الحرف.
فأما إعراب: ابي جاد هواز وحطي وكلمن فزعم سيبويه انها مصروفات تقول: علمت ابا جاد ونفعني ابوجاد وانتفعت بأبي جاد وكذلك هواز وهواز وهوازا وحطيا وحطي وحطي وأما كلمن وسعفص وقرشيات فأعجميات تقول: هذه كلمن وتعلمت كلمن وانتفعت بكلمن وكذلك سعفص وقرشيات اسم للجمع مصروفة لاجل الالف والتاء وأما معنى ابي جاد .
فقال الضحاك: انها اسماء الايام الستة التي خلق الله تعالى فيها الدنيا وقال الشعبي: انها أسماء ملوك مدين وانشد:
---
(1) قي الطبعة الايرانية " عن " والصحيح ما ذكرنا.
Page 49