Le Tibyan dans les serments du Coran

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
41

Le Tibyan dans les serments du Coran

التبيان في أيمان القرآن

Chercheur

محمد حامد الفقي

Maison d'édition

دار المعرفة،بيروت

Lieu d'édition

لبنان

العقبة قد فسرت بمجموع أمور فاقتحامها فعل كل واحد منها فأغنى ذلك عن تكريرها فكأنه قال فلا فك رقبة ولا أطعم ولا كان من الذين آمنوا وقراءة من قرأ ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ بالفعل كأنها أرجح من قراءة من قرأها بالمصدر لأن قوله ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ على حد قوله ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَة﴾ ونظائره تعظيمًا لشأن العقبة وتفخيمًا لأمرها وهي جملة اعتراض بين المفسر والمفسر فإن قوله ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ تفسير لاقتحام العقبة مكان شاق كؤود يقتحمه الناس حتى يصلوا إلى الجنة واقتحامه بفعل هذه الأمور فمن فعلها فقد اقتحم العقبة ويدل على ذلك قوله تعالى ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهذا عطف على قوله ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ والأحسن تناسب هذه الجمل المعطوفة التي هي تفسير لما ذكر أولًا وأيضًا فإن من قرأها بالمصدر المضاف فلا بد له من تقدير وهو ما أدراك ما اقتحام العقبة واقتحامها فك رقبة وأيضًا فمن قرأها بالفعل فقد طابق بين المفسر وما فسره ومن قرأها بالمصدر فقد

1 / 41