Le Tibyan dans les serments du Coran

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
35

Le Tibyan dans les serments du Coran

التبيان في أيمان القرآن

Chercheur

محمد حامد الفقي

Maison d'édition

دار المعرفة،بيروت

Lieu d'édition

لبنان

حال التكليف ومكابدة المعيشة والأمر والنهي ثم مكابدة الموت وما بعده في البرزخ وموقف القيامة ثم مكابدة العذاب في النار ولا راحة له إلا في الجنة وفسر الكبد بشدة الخلق وإحكامه وقوته ومنه قول لبيد: يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد أي في شدة وعناء وهذا يشبه قوله تعالى ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾ قال ابن عباس أي خلقهم وقال أبو عبيدة الأسر شدة الخلق يقال فرس شديد الأسر قال وكل شيء شددته من قتب أو غير فهو مأسور وقال المبرد الأسر القوى كلها وقال الليث:" الأسر قوة المفاصل والأوصال وشد الله أسر فلان أي قوى خلقه وكل شيء جمع طرفاه فشد أحدهما بالآخر فقد أسر" وقال الحسن شددنا أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب وقال مجاهد هو الشرج يعني موضع البول والغائط إذا خرج الأذى تقبضا والمقصود أنه سبحانه أقسم في سورة البلد على حال الإنسان وأقسم سبحانه بالبلد الأمين وهو مكة أم القرى ثم أقسم بالوالد وما ولد وهو آدم وذريته في قول جمهور المفسرين وعلى هذا فقد تضمن القسم أصل المكان وأصل

1 / 35